معركة مأرب.. وفقدان التحالف لأهم أوراقه في اليمن.. “تقرير“..!
أبين اليوم – تقارير
تحتدم المعارك على مشارف مدينة مأرب التي يكثف الحوثيون هجومهم للسيطرة عليها، مدفوعين بالتقدم الذي أحرزوه خلال الأيام الماضية، والذي صاروا معه الطرف المتحكم في سير المعركة التي بات حسمها وشيكاً لصالحهم بحسب مصادر ومعلومات ميدانية.
وتزداد أهمية المدينة في نظر الطرفين نظراً لموقعها الاستراتيجي الممتد جغرافيا بين محافظات شبوة وحضرموت والبيضاء والجوف وصعدة، إلى جانب محادتها للسعودية، كما تبرز الأهمية الأكبر من خلال الثروات الطبيعية في هذه المحافظة، وعلى رأسها النفط والغاز، وإمدادات الطاقة الكهربائية المتمثلة في محطة مأرب الغازية التي كانت تغذي معظم المحافظات اليمنية بالطاقة الكهربائية قبل اندلاع الحرب في مارس 2015..
أضف إلى ذلك الثروة الزراعية التي تمتاز بها هذه المحافظة التي تتوفر فيها العوامل المختلفة لازدهار النشاط الزراعي الذي ينتج مختلف المحاصيل من الخضروات والفواكه والحبوب.
ولا يمكن فصل الشأن الاقتصادي عمَّا تشهده محافظة مأرب، من عمليات عسكرية، اشتدت ضراوتها خلال الأيام الماضية، تمكنت خلالها قوات صنعاء، من تحقيق تقدم كبير في إتجاه حسم المعركة، في هذه المحافظة التي ظلت الحكومة المدعومة من التحالف تسيطر عليها منذ العام 2015، وتستأثر بعائدات النفط والغاز المنتج من حقولها، والتي تقدر بمليارات الدولارات.
وتقع المدينة الغنية بالنفط والغاز على بعد 120 كم شرق العاصمة صنعاء، وهي تشكل نقطة وصل هامة ما بين الشمال والجنوب، كما تمتلك رمزية تاريخية وحضارية باعتبارها عاصمة دولة سبأ، إحدى أهم الدول اليمنية القديمة التي لا تزال آثارها حتى اليوم شاهداً على حضارة عريقة نشأت وازدهرت في هذه المنطقة من اليمن.
ويرى مراقبون أن تمكن قوات صنعاء من السيطرة على هذه المحافظة سيمثل مصدر قوة جديد لصنعاء وذلك من نواح عدة، فإلى جانب مصادر الثروة التي ستؤمن جانباً كبيراً من احتياجات المحافظات الواقعة في نطاق سلطة صنعاء من النفط والغاز، والطاقة الكهربائية، يضاف إليها الثروات الزراعية المختلفة..
فإن هذه المحافظة التي ضغط التحالف بكل ثقله للحيلولة دون سقوطها من يد مواليه المحليين، واستنفر الدعم الدولي للضغط على صنعاء في سبيل ثنيها عن التقدم نحو المدينة، ستهيئ الفرصة للسيطرة على كامل الجغرافيا في المحافظات الشمالية المحادة للسعودية “مأرب والجوف وصعدة”، وبالتالي فإن السعودية والقوات الموالية لها ستعجز عن إيجاد منفذ إلى جميع هذه المحافظات، بل وقد تشتعل المواجهات على الحدود السعودية، وهي الجبهة التي لها حساسية كبيرة لدى المملكة.
ويضيف المراقبون أن حسم معركة مأرب لصالح صنعاء، من شأنه أن يحقق لها مكاسب كبيرة في المفاوضات التي تعول عليها السعودية كثيراً في الخروج من المستنقع اليمني الذي أوقعت نفسها فيه، حيث ستفقد المملكة والحكومة المدعومة منها أهم الأوراق التي يستخدمونها سواء من الناحية الاستراتيجية والعسكرية أو الاقتصادية..
مشيرين إلى أن صنعاء وبسيطرتها على مأرب، ستخفف عنها كثيراً من الضغوط التي استخدمتها السعودية والأطراف الموالية لها، في سبيل عرقلة التقدم نحو مارب، وبذلك سيخف الضغط عن بقية الجبهات المشتعلة في أنحاء متفرقة من البلاد، كما ستخفف من الضغط الذي يمارسه التحالف والشرعية بمنع دخول إمدادات الوقود إلى المحافظات الواقعة في نطاق سلطة صنعاء.
البوابة الإخبارية اليمنية