خطيئة تأجيل الإنتخابات وأزمة فتح بعدها..!
أبين اليوم – الأخبار الدولية
لا أدري إذا كان المحيطين بمحمود عباس ينقلون له ردود الفعل الحقيقية فيما يتعلق بفكرة تأجيل الانتخابات التشريعية المزمع اجراءها في الثاني والعشرين من شهر أيار المقبل أم لا، الشارع الفلسطيني باعتراف مسؤولي حركة فتح والسلطة متعطش لخوض معركة الصناديق بدليل ارتفاع نسبة المسجلين للانتخابات وكذلك عدد القوائم المترشحة للانتخابات التشريعية والتي وصلت الى ستة وثلاثين قائمة انتخابية بينهم ثلاثة قوائم لحركة فتح.
وعلى الرغم من أن لا أحد من القوائم الانتخابية يعتقد بإمكانية إجراء إنتخابات دون القدس إلا ان هذه القوائم جلها يرى بأن تأجيل الأنتخابات يعني إلغائها إلى الأبد.. لا بل والقضاء تماماً على المصالحة الوطنية والعودة الى مربع الصفر لأن الهدف الرئيس للإنتخابات هو إنهاء حالة الانقسام التي يعيشها الشارع الفلسطيني منذ أربعة عشر عاماً أو يزيد..
والفارق بين السلطة الفلسطينية والقوائم الإنتخابية أن السلطة تحاول أن تصل الى إجراء الإنتخابات عبر الدبلوماسية الفلسطينية التي يقودها رياض المالكي ،والفصائل والقوائم ترى ان الهدف هو إثبات الحق الفلسطيني بالقدس وذلك ممكن أن يتم من خلال فرض الصناديق في المدينة المقدسة فرضاً وكسب نقاط امام وسائل الإعلام والمجتمع الدولي..
لكن بعيدا عن فكرة الانتخابات وعلاقتها بالقدس وامكانية اجراءها فيها من عدمه فإن صراعاً يبدو واضحاً في داخل حركة فتح بين من يريد لهذه الإنتخابات أن تجري أملاً في تغيير الواقع السياسي وبين من يرى في فتح أن الواقع الحالي هو الأسلم للحركة لاسيما بعد هزيمة العام 2006 والتي كلفتها خسارة قطاع غزة..
لكن تأجيل الإنتخابات ستكون عواقبه وخيمة على الحركة إن تم لأن الشارع الفلسطيني سيحمل الحركة مسؤولية إستمرار الواقع الحالي المتجمد والغير صحي ،فالشارع يرى بأن الحركة التي تخوض المعركة الانتخابية بثلاثة قوائم وصلت إلى ما وصلت إليه نتيجة صراعات على المواقع والامتيازات وليس نتيجة خلاف على الإدارة والرؤية السياسية..
وعليه فإذا كان هذا الشارع اليوم سيمنح القوائم الثلاث التابعة لحركة فتح النسبة الاكبر من الأصوات وهو المتوقع فإن تأجيل الانتخابات سيجعله يحجم عن ذلك.. لا بل قد يعاقب الحركة بشكل عام..
التصريحات التي صدرت عن احد مسؤولي الحركة عزام الاحمد والتي قال فيها ان لا انتخابات في داخل حركات التحرر وانه لولا وفاة ياسر عرفات لما جرت الإنتخابات مرة أخرى كان صداها سلبي قي الشارع الفلسطيني وتحديداً ان السلطة الفلسطينية لا تتعامل مع ذاتها بأنها حركة تحرر وانما دولة قائمة بذاتها لديها أجهزة أمنية وسياسية وتفرض القوانين والأنظمة الخاصة وقادتها يملكون من الامتيازات ما يملكه المسؤولون في الدول المستقلة..
قد يكون موقف الرئيس الفلسطيني قائم على أسس أن إجراء الإنتخابات بدون القدس يعني القبول بخطة ترامب التي اسقطها الفلسطينييون لكن ليس ذلك ما سيفهمه الشارع الفلسطيني وتحديداً بعد تصريحات الأحمد وإصرار بعض المحيطين بالرجل من أعضاء التنفيذية على تأجيل الإنتخابات وعدم إجراؤها في هذه المرحلة..
قرار عباس المنتظر سيكون مصيري في تاريخ القضية الفلسطينية وسيبنى عليه الكثير من المتغييرات التي لا أحد يستطيع التوقع بها مسبقاً.
المصدر: العالم