مؤشرات فشل الحوار الإيراني – السعودي بشأن اليمن.. “تقرير“..!

1٬200

أبين اليوم – تقارير

بالتزامن مع تواتر الأنباء بشأن المفاوضات السعودية – الايرانية بوساطة عراقية ، بثت وسائل إعلام سعودية أفلام عن حرب العراق وإيران تلك التي تمتد لعقود من الزمن، في وقت بدأ الطرفان متحفظان عن أي حديث عن اللقاءات المباشرة ، فهل اجهضت تلك المفاوضات قبل أن ترى النور أم ثمة توجس من أهدافها؟

الحديث عن مفاوضات إيران والسعودية ، ابرز الخصوم التقليدين في الخليج، لم يعد مقتصر على الصحف ولا الوكالات البريطانية التي احتكرت خلال الأيام الماضية تسريب معلومات بشأن الجولة السابقة، بل توسع ليشمل صحف أمريكية وهذا مؤشر على مدى الإهتمام الدولي  بالمفاوضات تلك التي أدى انقطاعها إلى فوضى عارمة في المنطقة برمتها ووضعها على كف عفريت مع دخول أطراف دولية وأخرى للتوسع على حساب خلافات الدولتان الاسلاميتان”.

لكن ومن بين ركام الصراع الدائر منذ سنوات،  لا يزال الطرفان يتحفظان عن الاعتراف بحاجتهم  للحوار أو تقاربهما، فايران اعتبرت في بيان لخارجيتها الحديث عن مفاوضات مع السعودية في العراق “مجرد تسريب” رغم ترحيبها  بتلك المفاوضات والسعودية سارعت لتحميل ايران على لسان رئيس استخباراتها السابق تركي الفيصل تداعيات الاخفاق في التقارب والحوار..

حيث استعرض الفيصل في لقاء مع قناة العربية  محطات اللقاءات والخلافات مع طهران، وبين الطرفان دخلت الإمارات التي طرح قادتها  شروط جديدة قد تعقد مسار المفاوضات مع السعودية وابرزها كما اوردها عبدالخالق عبدالله مستشار محمد بن زايد وقف التدخل في شؤون الدول وغيرها في الوقت الذي عززت فيه ابوظبي تقاربها مع تل أبيب وابرمت اتفاقيات سابقة مع طهران ذاتها وبدون شروط مسبقة.

حتى الآن يبدو من الصعب تقييم مدى نجاح المفاوضات بين طهران والرياض اللذان تؤكد التقارير عقدهما جولة أولى في التاسع من الشهر الجاري ويستعدان الأسبوع القادم للجولة الثانية، والتحفظ عن اظهار اللقاءات إلى العلن قد يبدو من باب التوجس الايراني من أهداف السعودية في تحريك المفاوضات في هذا التوقيت..

وربما يكون بناء على طلب سعودي حتى لا يثار  حفيظة أطراف أخرى دولية وإقليمية تريد للسعودية البقاء في دائرة الصراع مع ايران لدر مزيد من الأموال والاستنزاف،  لكن يبقى الحوار مؤشر إيجابي على إنفراج في المنطقة برمتها في حال كتب له النجاح وقطع الطريق على اطراف دولية تسعى للهيمنة على اهم منطقة استراتيجية في الشرق الاوسط..

بغض النظر عن أهداف التحفظ السعودي- الإيراني من كشف مفاوضاتهما التي تهم العالم بأسره، ومدى نجاعة الوساطة العراقية التي عززت مؤخراً تقاربها مع الخليج وايران بزيارات متبادلة رفيعة المستوى، تكشف التطورات في المنطقة حاجة الامبراطوريتان للتفاوض..

فايران بحاجة للتفرغ لمفاوضة الغرب  الطامح لإبقائها تحت رحمته عبر الملف النووي الايراني ، والسعودية التي تعاني عسكرياً واقتصادياً بفعل الحرب المكلف والتي تشنها على اليمن تحت يافطة “محاربة ايران” وتمتد إلى سوريا ولبنان ولم تعرف مخرج لها بحاجة لالتقاط أنفاسها قبل أن تجد نفسها عراق آخر.

 

البوابة الإخبارية اليمنية

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com