التطبيع الخيانة.. د. يحي ابو زكريا
أبين اليوم – مقالات
د.يحيى أبوزكريا
في زمن تعرت فيه المواقف و ماتت فيه الرجولات و المروءات إلا ما ندر , و ذبح فيه الإسلام الحق و العروبة الحضارية , يحق للفسطينيين الرازحين تحت نير الدبابات و الراجمات و الطائرات المقنبلات و الذين تدمّر بيوتهم و يقتل رجالهم و يعتدى على نسائهم أن يتساءلوا عن جدوى الصلح مع من قام كيانهم الغاصب على ذبح العرب …و من حق العرب الذين ما زالت فيهم بقية عروبة أن يتساءلوا ما الذي يجمع بيننا و بين كيان الدماء و الذبح , تاريخه معنا كلها قتل و مجازر و إحتلال و إغتصاب و تدمير و إجتياح , إسألوا غزة و جنين , بل إسألوا بيروت , بل إسألوا بغداد و مفاعلها النووي , و أسألوا تونس و أبا جهاد فيها ….
أيها الإماراتيون كان الأولى بكم أن تصالحوا اليمن الذي ذبحتموه من الوريد إلى الوريد و اليمن شقيق و عروبي و مسلم و منا وفينا و ضمن نسيجنا الجغرافي و جيناتنا الإنتروبولوجية , ذهبتم إلى الصهاينة الذين لا يربطنا بهم لا تاريخ و لا عقيدة , و الذين تاريخهم قائم على ذبح العرب ..
التطبيع مع الكيان الصهيوني ليس مصدر قوة وجودية و قوة الدولة بل هو بداية النهاية , و أسألوا عن الدول التي طبعت كيف إختفت من مسرح القوة العربية ….
في كل الدساتير العربية في مشرقنا العربي و مغربنا الكبير بند مركزي و أساسي الإسلام دين الدولة , فهل أجاز الإسلام أن نطبع مع الظالمين و الطغاة و الجبابرة من سنخ صهيون , و هل يجوز أن ننسى مجازر الصهاينة في القدس و يافا و حيفا و مجزرة العباسية و بلد الشيخ وباب العمود و مجزرة كفر قاسم و غيرها ألاف المجازر …
لماذا أيها المطبعون نسيتم بسرعة ما قالته غولدا مائير:
“كل صباح أتمنى أن أصحو ولا أجد طفلًا فلسطينيًا واحدًا على قيد الحياة”. و التي قالت : “إنى أشم رائحة أجدادى في خيبر”. و سئلت مائير عن اسوأ يوم واسعد يوم في حياتها فقالت: أسوأ يوم في حياتي يوم أن تم إحراق المسجد الأقصى؛ لأنني خشيت من ردة الفعل العربية والإسلامية، وأسعد يوم في حياتي هو اليوم التالي؛ لأنني رأيت العرب والمسلمين لم يحركوا ساكنا.
أيها المطبعون أخرجتم أنفسكم من دائرة العروبة , و لا يحق لكم بعد اليوم أن ترفعوا راية العروبة …..