فيينا إيرانياً.. مباحثات من بند واحد.. إلغاء العقوبات دفعة واحدة..!

190

أبين اليوم – الأخبار الدولية

غادر الوفد الإيراني المفاوض برئاسة مساعد وزير الخارجية عباس عراقجي اليوم الاثنين طهران متوجهاً إلى العاصمة النمساوية فيينا للمشاركة في جولة جديدة من مباحثات اللجنة المشتركة للاتفاق النووي، التي ستجري غداً، بمشاركة وفود مجموعة 4+1 (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين) وممثل الاتحاد الأوروبي.

وكان آخر إجتماع لوفود فيينا، عقد يوم الثلاثاء الماضي، تم فيه بحث تطورات المحادثات الفنية والمسودات الأولية للنصوص وسبل استمرار المحادثات واتفقت، وتم الاتفاق على تشكيل فريق ثالث من الخبراء إلى جانب فريقي الخبراء الحاليين، في مجال رفع الحظر والبرنامج النووي، لبحث الترتيبات العملية اللازمة لتنفيذ رفع الحظر تمهيدا لعودة اميركا الى الاتفاق النووي.

الوفد الايراني ذهب الى فيينا، متسلحاً بخارطة الطريق التي وضعها قائد الثورة الاسلامية سماحة اية الله السيد على خامنئي، وهي رفض إلغاء الحظر على طريقة خطوة مقابل خطوة، ولا تفريق بين أنواع الحظر، ولابد من إلغاء كل أشكال الحظر دفعة واحدة، وبطريقة يمكن التحقق منها، وعندها ستعود إيران إلى التزاماتها في إطار الإتفاق النووي.

كما يرفض الوفد الإيراني إجراء مفاوضات مباشرة مع الأمريكيين، انطلاقاً من تجربة ايران المرة مع أمريكا خلال العقود الأربعة الماضية، وخاصة السنوات الأربع المنصرمة. فأمريكا التي لم تتفاوض مع إيران للخروج من الإتفاق النووي، لن تجد من يتفاوض معها من الإيرانيين للعودة إليه، فمثل هذه العودة ليست بحاجة الى مفاوضات.

المفاوض الإيراني على دراية كاملة، بتقاسم الأدوار بين أمريكا و”اسرائيل”، فيما يخص القضايا المتعلقة بإيران ومنها الاتفاق النووي، لذلك ، أعلن وبلغة لا لبس فيها، أن على أمريكا والاوروبيين، الا يعولوا كثيراً على عامل الوقت للضغط على إيران، وان الوفد الايراني سيترك اجتماعات فيينا، اذا ما شعر ان المفاوضات تتجه الى الاستنزاف وتضييع الوقت وممارسة الضغوط.

هذا الموقف الإيراني الواضح والصريح، افشل سياسة تقاسم الأدوار الأمريكية الاسرائيلية، للحصول على تنازلات من طهران، كما افشل أهداف زيارة الوفد الإسرائيلي الذي ارسله نتنياهو الى واشنطن والذي يضم مستشار “الأمن القومي الإسرائيلي” مائير بن شبات، و”رئيس أركان الجيش الإسرائيلي” أفيفكوخافي، و رئيس الموساد يوسي كوهين، بهدف ممارسة الضغوط على ادارة بايدن لمنعها من العودة الى الاتفاق النووي.

لقد بات واضحاً للجميع ، ان الألاعيب الأمريكية، مثل التعويل على الوقت، والتمسك ببعض العقوبات، او التلويح بالضغوط التي تمارسها “اسرائيل” ضد ادارة بايدن، او وجود معارضة لبايدن في الكونغرس تمنعه من تقديم “تنازلات”، لم تعد تنطلي على ايران، التي اكدت وبصوت عال، لا عودة عن سياسة تقليص التزاماتها بالاتفاق النووي، الا بعد الغاء العقوبات الامريكية مرة واحدة وبشكل كامل، وبطريقة يمكن التحقق منها، وعودة امريكا الى الاتفاق النووي. واي سيناريو آخر، غير هذا، لا يوجد في حقيبة الوفد الايراني.

 

المصدر: العالم

 

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com