الولايات المتحدة تدفع لخوض معركة مأرب.. “تقرير“..!
أبين اليوم – تقارير
على واقع التطورات العسكرية في مأرب، آخر معاقل الفصائل الموالية للتحالف شمال شرق اليمن، تلقي الولايات المتحدة بكل ثقلها العسكري والسياسي لمنع سقوط المدينة، فهل تنجح في وقف مد صنعاء أم إن مأرب ستكون بمثابة معركتها الأخيرة في اليمن؟
التقارير الميدانية من مأرب خلال الساعات الأخيرة غير مبشرة للولايات المتحدة أو بالتحديد إدارتها الجديدة التي وعدت السعودية بإخضاع صنعاء “دبلوماسياً” وتبجحت بذلك عقب إدراجها المبادرة السعودية في بيان مجلس الأمن الأخير بشأن اليمن ، وكل المعطيات بما فيها توقعات الخبراء الدوليين تشير إلى أن المدينة على وشك السقوط مع احكام قوات صنعاء قبضتها على أهم مواقع إستراتيجية غرب المدينة وتقدمها بخطى ثابته نحو العمق غير آبهة بالتصريحات الخارجية.
بالطبع لهذه المدينة أهمية خاصة على كافة النواحي، سياسياً وعسكرياً وحتى اقتصاديا، فعلى الصعيد السياسي ستمثل آخر نفس في روح “الشرعية” التي تنفخها السعودية منذ بدء الحرب على اليمن في العام 2015 وهو ما يعني إنتهاء يافطة التدخل السعودي في اليمن..
أما عسكرياً فسيمثل سيطرة صنعاء على هذه المدينة منعطفاً تاريخياً في الحرب التي تخوضها منذ 7 سنوات، وتعزز انتصاراتها ما يضع التحالف الذي أعلن إمكانية دخول صنعاء في أسبوع في مأزق مع إحكام قوات صنعاء سيطرتها على أهم مفترق طرق نحو الجنوب حيث آخر معاقل التحالف وأهم مناطق اليمن التي يتوق التحالف للسيطرة عليها خلال العقود القادمة وخاض حرباً ضروس لأجلها في اليمن.
فعلياً.. لم تعد معركة مأرب خاصة بالإصلاح الذي استنفذت قواه هناك ولا بالسعودية التي القت تواً بآخر أوراقها في اللعبة بإرسال علي محسن ، نائب هادي، بغية رفع معنويات ما تبقى من مقاتليه هناك، بل إنها أمريكية خالصة بدأت مع تصعيد واشنطن سياسياً وإعلامياً بتسليط الضوء على المدينة النفطية عبر تبني الخطاب السعودي وعبر مبعوثها إلى اليمن الذي قدم نهاية الأسبوع الماضي تقريره لمجلس النواب بعد أن كان يفترض بها محايد.
المبعوث الأمريكي تيم ليندركينغ والذي زار المنطقة 6 مرات دون أن يتمكن حتى من لقاء وفد صنعاء بصورة مباشرة في ظل حديث صنعاء عن الولايات المتحدة كطرف في الحرب، بدأ كزعيم حرب ويدق طبولها من جديد عبر التهديد تارة بالتهديد بإحكام الحصار على اليمن مع تلويحه بإغلاق الحدود مع سلطنة عمان آخر منفذ لليمنيين وتارة بعرض امتيازات في السلطة تعزز قبضة صنعاء عليها..
لكن لم يقتصر الهجوم الأمريكي على صنعاء من قبل ليندركينغ بل وصل حد استحضار منسقة الشؤون الإنسانية إلى اليمن سابقاً ليزا جراندي والهدف تشكيل رأي عام في أوساط الامريكيين لتبرير إستمرار مشاركة الولايات المتحدة في الحرب على اليمن بعد وعود الرئيس جو بايدن بوقفها.
تركز إدارة بايدن في حديثها على اليمن على نقطتين أحدهما الجماعات “المتطرفة” التي تصاعدت حدة الخطاب بشأنها في اليمن مع أنها تشكل أبرز أعمدة الفصائل الموالية للتحالف وتحت نظر الجيش الأمريكي وأخرى بتسويق الوضع “الإنساني” الكارثي وفق أجندة معينة، والهدف ليس إنهاء الحرب ولا رفع الحصار بل تبرير التدخل العسكري المستمر.
على أرض الواقع لم تعد الولايات المتحدة التي انخرطت في الحرب على اليمن منذ بدايتها الأولى تشكل تأثيراً في الملف اليمني لا سياسياً ولا عسكرياً وقد استنفذت خياراتها السياسية مثلما سقطت أحدث طائراتها “المسيرة” في جبهات القتال، وحتى التلويح بالحصار لم يعد يشكل فارقاً كبيراً لشعب يعيش على انغامه منذ 7 سنوات، لكن جميع التحشيد الأمريكي الأخير في المنطقة ليس سوى محاولة لترويض السعودية التي تلوح بالـ”الحناق” على العودة لبيت الطاعة لا أكثر.
البوابة الإخبارية اليمنية