سقطرى والمهرة اليمنيتان.. خارج جغرافيا “القلق الأممي“.. “تقرير“..!

271

أبين اليوم – تقارير

تقرير/ إبراهيم القانص:

في جلسته الأخيرة بشأن اليمن، أبدى مجلس الأمن قلقه، كالعادة، من التطورات العسكرية في محافظة مأرب، داعياً الحوثيين إلى وقف تقدمهم، مبرراً ذلك بخوفه على النازحين، واستغلال الجماعات الإرهابية، داعش والقاعدة، للأوضاع لتوسيع تواجدها، متجاهلاً أن قطبي التحالف، الإمارات والسعودية، هما من جلبتا عناصر تلك الجماعات المتطرفة من المحافظات الجنوبية ومن سوريا والعراق..

بعد تلقيهم تدريباً عالياً داخل معسكرات في تركيا، للقتال في مأرب، بل وتوطينهم في تلك المحافظة، والملاحظ في كل جلسة لمجلس الأمن بشأن اليمن أن أعضاء المجلس يختزلون معاناة اليمن بأكملها وبأوضاعها الإنسانية المتدهورة على الصّعد كافة في تطورات الأوضاع الميدانية بمحافظة مأرب وكأن بقية المحافظات بعيدة عن المآسي والأزمات الإنسانية..

الأمر الذي يكشف الأسباب الحقيقية لذلك القلق الأممي المتواصل، والذي لا يوقظه ويرفع وتيرته سوى الشعور بأن مصالحهم مع دول التحالف ستتعرض للخطر.

اللافت في كل اجتماعات مجلس الأمن، وجلسته الأخيرة على وجه الخصوص، تأكيد أعضاء المجلس التزامهم القوي بوحدة وسيادة واستقلال وسلامة الأراضي اليمنية، في وقت لا يتم الحديث ولا يشتعل القلق سوى على المناطق التي تتقدم فيها قوات صنعاء، خصوصاً مأرب، لكن بقية المحافظات لا يتم الحديث عنها لا من قريب ولا من بعيد، وهو ما يتناقض مع حديثهم المتكرر عن الالتزام بوحدة وسيادة واستقلال وسلامة الأراضي اليمنية.

لا يتطرق مجلس الأمن في اجتماعاته بشأن اليمن عن محافظتي المهرة وسقطرى اليمنيتين، رغم كثرة حديثه عن سيادة واستقلال اليمن، وكأنه يعطي الحق ضمنياً للتحالف ويشرعن تواجد قواته وسيطرتها وتحكمها فعلياً في تلك المحافظتين، فالمهرة تخضع لتواجد عسكري سعودي كثيف، وقوات متعددة الجنسيات، تتخذ جميعها من مطار الغيضة، عاصمة المهرة، مقراً لها..

وتنتشر في سواحلها ومنافذها ومواقعها الاستراتيجية، أما سقطرى فتخضع كلياً لسيطرة إماراتية كاملة، بل إن الإمارات لا تتوقف يوماً واحداً عن إنشاء مواقع عسكرية في عدد من جزر أرخبيل سقطرى، بالإضافة إلى أنها تتصرف في الجزيرة كما لو كانت إحدى إماراتها، فهناك نشاط اقتصادي وسياحي تديره أبوظبي بحرية تامة، ورغم انعكاسات ذلك على الأوضاع المعيشية لسكان الجزيرة إلا أن دعاة السلام، وعلى رأسهم مجلس الأمن، لا يأتون على ذكر ذلك إطلاقاً وكأن المحافظتين خارج الجغرافيا اليمنية.

ولم تكتفِ الإمارات بالسيطرة الكاملة على سقطرى اليمنية واستغلالها اقتصادياً وسياحياً، والإضرار بتنوعها البيئي الفريد، بل عمدت مؤخراً إلى زرع الفوضى الأمنية بين سكان الجزيرة، لعيد إنتاج ما فعلته في مدينة عدن والمحافظات الجنوبية، فقد اختطف مسلحون تابعون للإمارات مواطناً يمنياً سقطرياً من داخل منزله، ليُعثر عليه مقتولاً برصاصهم، ما أدى إلى موجة سخط واستنكار بين سكان الجزيرة، باعتبار الجريمة دخيلة على مجتمعهم المتآلف المسالم..

وسط قناعة الجميع بأن ذلك صنيعة إماراتية وبداية لمرحلة من الفوضى، لإجبار السكان الأصليين على المغادرة أو الرضوخ للأمر الواقع والانقياد للإدارة الإماراتية للجزيرة، ومثل تلك الانتهاكات للسيادة غير واردة في أدبيات مجلس الأمن والمجتمع الدولي، ولا تشكل سبباً لشعورهم بالقلق، حيث لا يوجد هناك من يعرّض مصالحهم للخطر، كون قوات صنعاء لا تزال بعيدة عن تلك المناطق.

البوابة الإخبارية اليمنية

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com