أوضاع المحافظات الجنوبية والشرقية تكشف المسافة بين الحكومة والمواطنين.. “تقرير“..!
أبين اليوم – تقارير
تقرير/ إبراهيم القانص:
مسافة فلكية بين حكومة الشرعية والمواطنين في مناطق سيطرتها، المحافظات المحررة كما يطلقون عليها، فالحكومة بعيدة تماماً عن أوضاع المواطنين المعيشية في تلك المناطق، حيث لا شيء ملموساً مما كانوا يأملونه من الوعود الكثيرة التي سمعوها من التحالف والحكومة، بل على العكس فقد انهارت الأوضاع وتردت إلى حدٍ لم يعد يتحمله الناس، والتظاهرات المنددة بسوء الأحوال وتردي الخدمات، والتي سبقت قدوم شهر رمضان في المحافظات الجنوبية والشرقية.
وفي رؤيتهم وتحليلهم لواقع ما يحدث في المحافظات الجنوبية والشرقية الواقعة في نطاق سيطرة التحالف والشرعية، يقول مراقبون أنه من المفترض أن تكون أوضاع المواطنين في تلك المحافظات أفضل بكثير من أوضاع المحافظات الواقعة تحت سيطرة حكومة صنعاء، نظراً إلى الفوارق الكبيرة في مصادر الإيرادات المتاحة هنا وهناك..
لكن الواقع يشير إلى عكس ما كان يفترض، فعلى الأقل دأبت حكومة صنعاء على إيجاد بدائل كثيرة، وإن كانت متواضعة، للتخفيف من معاناة المواطنين، فهناك نشاط ملحوظ في جانب الإيرادات الزكوية، التي يتم إنفاقها في مصارفها الشرعية وبالتالي تشمل شريحة كبيرة من الفقراء والمحتاجين، بينما لا توجد نشاطات مماثلة لحكومة الشرعية، ولا يزال المواطنون في مناطقها يئنون تحت وطأة الحاجة لأقل متطلبات رمضان من المواد الغذائية، حسب المراقبين.
المركز الإعلامي للمحافظات الجنوبية ذكر في أحدث تقرير له أن هناك نهباً منظماً للثروات النفطية من التحالف والحكومة الشرعية، معتبراً ذلك أحد المسببات الرئيسة لتدهور الأوضاع الإنسانية في تلك المحافظات، التي تبلغ إيراداتها النفطية 1.6 تريليون ريال سنوياً، وفق إحصاءات رسمية للحكومة نفسها، وأشار التقرير إلى محدودية النفقات في تلك المحافظات قياساً بعائداتها الشهرية والسنوية من مبيعات النفط والإيرادات الضريبية والجمركية، موضحاً أن النفقات المخصصة لتحسين الخدمات لا تتجاوز 25% من إجمالي تلك الإيرادات.
أبناء المحافظات المحررة، جنوباً وشرقاً، أصبحوا أكثر إدراكاً من ذي قبل، للخدعة التي لا يزال التحالف وحكومة هادي يمارسونها عليهم، بسبب تفاقم أوضاعهم المعيشية إلى درجة أن إخوتهم في مناطق سيطرة الحوثيين أصبحوا في وضع أفضل منهم..
وحسب تقرير المركز الإعلامي للمحافظات الجنوبية فإن التظاهرات والاحتجاجات المنددة بسوء الأوضاع المعيشية في مناطق التحالف والشرعية ازدادت بنسبة 200% هذا العام مقارنة بالعام السابق، مؤكداً أن حكومة هادي تحول مليارات الريالات من عائدات ميناء عدن لتمويل معارك حزب الإصلاح في مأرب..
إضافة إلى ما تحصل عليه من مبالغ المساعدات الخارجية التي تطلبها بإسم الله المواطنين في مناطق سيطرتها، وهي تجارة بمعاناة أبناء المحافظات الجنوبية تتكسب منها الحكومة للمزيد من الثراء الذي يتنافس على تحقيقه أعضاؤها غير آبهين بالملايين من المواطنين الذين لا يجدون قوت يومهم.
ولا يزال التحالف يراوغ ويغالط لتحقيق مكاسبه وأجنداته مستخدماً الحكومة الموالية له، والتي جعلها بعيدة تماماً عن كل ما يعني مواطنيها، إذ لا مصلحة فوق مصالح التحالف، الذي يذر الرماد على العيون في كل سنة حين يأتي شهر رمضان لتملأ فضائياته الدنيا ضجيجاً بتغطيات متواصلة لعدد من كراتين التمور التي توزعها مؤسساته العاملة في اليمن باسم الإنسانية، أمام شاشات الكاميرات، مقابل الكثير من خُطب الشكر والثناء التي جند لها التحالف عدداً من الإعلاميين والمحليين الموالين له والمشاركين في مغالطة المواطنين، بينما تُنهب كل الموارد السيادية لتمويل حروب وأرصدة جماعات ومكونات بعينها.
البوابة الإخبارية اليمنية