السعودية تدفع لمقايضة مأرب بالحديدة.. “تقرير“..!
أبين اليوم – تقارير
تلقي السعودية مجدداً بثقلها السياسي والعسكري في اليمن، والهدف منع سقوط مدينة مأرب، آخر معاقل الفصائل الموالية لها شمال اليمن والمفصل في الحرب الحالية التي دخلت الشهر الماضي عامها السابع، فهل تنجح الرياض في الالتفاف على خطط إقتحام المدينة، أم أن صنعاء قد اتخذت قرارها؟
على الصعيد السياسي، استدعت السعودية تواً السويد لعرض مبادرة مشابهة لاتفاق الحديدة ذاك الذي اخمد نيران الحرب مع إبقاء جذوتها مشتعلة وافرغ الميناء الأهم في حياة ملايين اليمنيين من محتواه كشريان حياة مع تشديد السعودية للحصار بمنع دخول سفن الوقود والغذاء إلا وفقاً لأجندة تدعمها الأمم المتحدة التي كان الأولى بها الحياد نظراً لما يمثله الميناء في حياة اليمنيين.
العرض السويدي، جاء في وقت تخوض فيه السعودية مفاوضات غير مباشرة مع صنعاء برعاية دولية وإقليمية في سلطنة عمان، حيث تسعى صنعاء، كما تحدث بذلك عضو وفدها عبدالملك العجري، للتوصل إلى وقف دائم للحرب على اليمن بعيداً عن مقايضة الملفات الانسانية بالعسكرية والسياسية..
في حين تحاول السعودية المناورة بغية إبقاء الحرب داخل اليمن مشتعلة باتفاقيات لوقف إطلاق النار وفق حسابات تشعلها متى شاءت وتبردها حين آخر، وهو ما يشير إلى أن الرياض تحاول التهرب من استحقاقات سلام شامل تكون هي طرف فيه لا راعية للسلام كما تحاول تسويق ذلك.
هذا العرض يأتي في وقت صعد فيه التحالف عسكرياً على مختلف الجبهات، حيث أعلنت قوات صنعاء خلال الأيام الماضية صد محاولات زحف في الضالع وتعز في الوقت الذي تحدث فيه وكيل محافظة الحديدة علي قشر عن دفع بتعزيزات إلى المخا في إطار ترتيبات للتصعيد..
كما يبدو في الساحل الغربي لليمن المحكوم باتفاق دولي لم يسلم هو الاخر من الاختراقات اليومية التي تصاعدت خلال الأيام الماضية مع دخول طيران التحالف بغارات جوية استهدفت المناطق المحيطة بالحديدة سواء في المخا او حجة، ناهيك عن الجسر الجوي المستمر منذ أسابيع في مأرب والجوف، وهو ما يشير إلى أن السعودية تحاول تشتيت تركيز صنعاء على مأرب حتى طباخة إتفاق في عمان أو إخماد النيران المشتعلة في الجبهات والتي بدأت تحرق آخر أطراف الثوب السعودي شمال اليمن.
الحراك السعودي المستمر منذ إعلان المبادرة السعودية للحل في اليمن والهادف لتطويق مأرب لا يبدو بأن صنعاء تأبه له، فبينما يواصل وفدها في مفاوضات مسقط تمسكه بمبادئي أساسية كفتح ميناء الحديدة ومطار صنعاء وصرف المرتبات لموظفي الدولة كحق إنساني قبل الانخراط في مفاوضات سياسية، تواصل قواتها بلا كلل او ملل صمودها بمواجهة المخططات الداخلية الهادفة للضغط عليها في مأرب..
وقد احبطت محاولات الزحف في الضالع وتعز، والأهم من ذلك نقلها المعركة مؤخراً إلى العمق السعودي بهجوم على مواقع الجيش السعودي بنجران في رسالة مفادها بأن قوات صنعاء لديها القوة الكافية لمواجهة اية تصعيد وربما التوغل اكثر في العمق السعودي وهذه لم يمنعها من مواصلة ترتيب خططها للسيطرة على مدينة مأرب..
حيث تفيد التقارير عن تحشيدات عسكرية كبيرة على تخوم المدينة إستعداد لاقتحامها في ظل تراجع كبير لقوات هادي دفع وسائل إعلام امريكية لإثارة مخاوف واشنطن ومطالبتها بتدخل عاجل وتحريك أممي لملف النازحين مجدداً.
البوابة الإخبارية اليمنية