ما هو الدور المطلوب من أبناء المحافظات الجنوبية المتواجدين تحت سلطة المجلس السياسي الأعلى..!
بقلم/ سمير المسني
تتجه أنظار كل المراقبين والمحللين السياسيين والعسكريين صوب المعارك الدائرة في محافظة مأرب وذلك تزامناً مع إقتراب الجيش واللجان الشعبية من أسوار المحافظة إستعداداً لدخولها وتحريرها بالكامل.
وهنا تطرح الكثير من الأسئلة أهمها التطورات في المشهدين السياسي والعسكري بعد التحرير وانعكاسات تلك التطورات على مجمل الأوضاع العسكرية والسياسية بإتجاه المحافظات الجنوبية المحتلة.
باعتقادي أن سرعة تطورات المشهد واقتراب موعد الحسم العسكري لصالح الجيش واللجان الشعبية والتراجع المتسارع لقوات ما تسمى بالشرعية وانسحاب ألوية بعتادها العسكري وإعادة تمركزها في بعض المحافظات الجنوبية المحتله (شبوة – حضرموت) ؛
كل ذلك أدى بالتالي إلى تغيير الاستراتيجية العسكرية لقوات هادي والإصلاح والتي أدركت تماماً عدم قدرتها على تغيير المعادلة العسكرية في مواجهة الجيش واللجان الشعبية ؛
لذلك عمدت إلى نقل ساحة المعركة إلى الجنوب في محاولة منها التعويض عن هزائمها في مأرب وغيرها ؛ ولغرض السيطرة على المحافظات الجنوبية دفعت بقوات كبيرة صوب محافظة أبين والبدء في فصل جديد من الصراع (مع خصمهم التقليدي المجلس الإنتقالي والتابع كلياً لدويلة الإمارات) تمثل في الإشتباكات الدائرة في أحور وتمددها إلى المناطق المجاورة الأخرى.
كل تلك التطورات تنبئ بصراع دموي خطير وسوف تتوسع رقعة المعارك لتتخطى محافظة أبين إلى كل المحافظات الجنوبية المحتلة وستكون آثارها وخيمة وبكل المقاييس لأنها تعتبر بالنسبة لطرفي الصراع معارك وجودية لن تتوقف إلا بإنتصار أحد الأطراف على الآخر.
وهنا تتبادر إلى الأذهان أسئلة مهمة وجوهرية حول دور قوى العدوان والاحتلال (السعودية و الإمارات) في تأجيج وإستمرار القتال ( الجنوبي- الجنوبي) وحول ماهية السيناريوهات التي يتم إعدادها في مطابخ تلك القوى؛ وهل تتجه تلك السيناريوهات نحو خلق بؤر توتر وصراع وانهاك الأطراف المتصارعة؟
أو لخلق فوضى عبثية في تلك المناطق وبالتالي يتسنى للسعودية و الإمارات إحكام قبضتها على الجنوب أكثر؟ ولماذا هذا التوقيت بالذات تتصاعد وتيرة هذه الصراعات؟ وماهو دور القوى الوطنية في الداخل إزاء ما يجري؟ ولكن يظل السؤال الأهم ما هو الدور المطلوب من أبناء المحافظات الجنوبية المتواجدين تحت سلطة المجلس السياسي الأعلى؟
وبداية اقول بأن الطرح المتواصل من قبلنا (عن الدور المطلوب منا كجنوبيين متواجدون في المناطق الواقعة تحت سلطة المجلس السياسي الأعلى) سوف يظل قائماً كونه سؤال وطرح محوري مهم للغاية.
هنا أود أن أشير في البداية إلى أن القيادة الثورية الممثلة بالسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي (سلام الله عليه) والقيادة السياسية ممثلة بالمجلس السياسي الأعلى توليان اهتماما كبيراً بأوضاع المحافظات الجنوبية المحتلة؛
ولكن المطلوب من السلطات التنفيذية ترجمة ذلك الاهتمام إلى واقع عملي من خلال إتخاذ إجراءات وخطوات ملموسة في هذا الإتجاه.
سمير المسني:
– المعاون لشؤون المحافظات الجنوبية في مكتب مستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى
– عضو المكتب التنفيذي لملتقى التصالح والتسامح الجنوبي