التحالف وأدواته المحلية والتهديد الحقيقي لوحدة اليمن وإستقراره.. “تقرير“..!
أبين اليوم – تقارير
فيما تجري المفاوضات حول إنهاء الحرب التي يخوضها التحالف السعودي الإماراتي في اليمن والأطراف المحلية المرتبطة به، ضد جماعة أنصار الله والمكونات الوطنية والشعبية الموالية لها، لا تزال المخاوف تثار حول مصير وحدة البلاد التي تعددت فيها الكيانات المحلية المتصارعة فيما بينها، وهو ما يهدد بتمزق البلاد، في حال لم يكن هناك حل شامل وجذري لجميع المشاكل التي برزت أثناء سنوات الحرب التي دخلت عامها السابع.
طول فترة الحرب، وغياب الدولة عن أجزاء واسعة من البلاد خاصة في المناطق والمحافظات التي تقع ضمن نطاق سيطرة التحالف وحكومة هادي، بالإضافة إلى الاستقطابات الخارجية، جميعها مثلت بيئة خصبة لظهور العديد من التيارات والفصائل المسلحة، مختلفة الأيديولوجيات والتوجهات بحسب الولاءات ومصادر التمويل، وهو الأمر الذي أشعل الصراع بين هذه المكونات والتيارات والفصائل المتباينة، وخلق حالة من الفوضى وعدم الإستقرار في تلك المحافظات.
في مدينة عدن، التي عجزت حكومة هادي عن الإستقرار فيها كعاصمة مؤقتة، بعد سيطرة المجلس الإنتقالي المدعوم إماراتياً، تسود حالة من الفوضى والانفلات الأمني وغياب الخدمات، كما تبرز النعرات المناطقة والجهوية على أشدها، وهو ما تؤكده أعمال الفوضى والانفلات الأمني، والتصفيات التي تتم على أساس مناطقي، في اجترار لأحقاد جولات الصراع الأكثر دموية التي شهدتها المدينة إبان حقبة الثمانينات، وتحديداً أحداث 13 يناير 1982.
وإلى جانب عدن يتجسد الصراع في محافظتي أبين وشبوة، كما هي في حضرموت وجهات أخرى، وإن اتخذت في هذه المحافظات شكلاً آخر، حيث أن طرفاها هما أتباع المجلس الإنتقالي التابع للإمارات ولاء وتمويلاً، وحزب الإصلاح المدعوم من قطر وتركيا، وهو الصراع الذي أججته ومولته الإمارات، مستفيدة من ضوء أخضر سعودي، يتيح لها إنشاء تشكيلات مسلحة، تتبعها بشكل مباشر، وتقف على طرف النقيض من الشرعية التي جاء تدخل التحالف تحت ذريعة دعمها.
وتتعدد القوى المسيطرة على مستوى المحافظة، ما يجعل الصراع يأخذ أشكالاً متعددة، كما هو الحال في محافظة تعز التي تتوزع السيطرة عليها ثلاث قوى، هي الحوثيين، وحزب الإصلاح، والقوات الموالية للإمارات بقيادة طارق صالح، ففي حين تسيطر قوات صنعاء على مناطق واسعة في شمال وشرق وجنوب شرق المحافظة، وتتقاسم مع قوات الإصلاح السيطرة على مدينة تعز مركز المحافظة..
فيما تمتد سيطرة الأخيرة إلى عدد من مديريات الحجرية، ولمديريات الواقعة جنوب المحافظة، والمتاخمة لمحافظة لحج، وفي الغرب، من جهة الساحل الممتد من المخا إلى باب المندب، تقع مديريات ذوباب والمخا وباب المندب، تحت سيطرة قوات طارق صالح الموالية للإمارات، ولا تزال غير معترفة بالشرعية.
وبالنظر إلى بقية الخارطة التي يسيطر عليها التحالف وموالوه المحليون في اليمن نجد انقساما في السيطرة في كل من حضرموت والمهرة وغيرها من المحافظات، وتبدو بشكل واضح التدخلات الخارجية من قبل التحالف ومن قبل قوى عالمية أخرى، وهو الأمر الذي يعتبره المحللون السياسيون التهديد الحقيقي لوحدة اليمن وأمنه واستقراره المستقبلي، مشيرين إلى أن الصراعات التي خلقها التحالف في تلك المناطق من شأنه أن يخلف حالة من عدم الاستقرار قد تمتد لسنوات طويلة.
البوابة الإخبارية اليمنية