ما مصير العدوان على اليمن إذا تم تحرير مأرب..!
أبين اليوم – إستطلاع
تواصل قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية تقدمها أكثر بإتجاه مدينة مأرب، وسيطرت على مواقع جديدة بأطراف مدينة مأرب. وأفادت مصادر عسكرية بمقتل وإصابة العشرات من صفوف قوى العدوان خلال المواجهات الدائرة في اليومين الأخيرين بينهم ما يسمى بقائد قوات العمليات الخاصة العميد صالح العباب.
في غضون ذلك أجرى المبعوث الأممي الى اليمن مارتن غريفيث مع المبعوث الامريكي إلى اليمن تيم ليندركينغ، مباحثات في عمان التي يتواجد فيها الفريق الوطني اليمني المفاوض، وذلك لبحث “سبل إيقاف الحرب في اليمن على ضوء المبادرة السعودية”، التي اعلنتها الرياض الأسبوع.
محللون سياسيون يرون أن معركة مأرب تختصر المسار التنازلي الذي وصل اليه تحالف العدوان بعد 6 سنوات من الحرب على الشعب اليمني في الميدان، اخفق خلالها في تحقيق كل الأهداف العسكرية والسياسية التي حددها منذ انطلاق عدوانه الذي استخدام فيه كل أنواع الأسلحة والتقنيات العسكرية والحصار المطبق على الشعب اليمني.
ويعتبر المحللون ان هذا يعني ان هناك قوة عسكرية إقليمية، وهي تحالف تقوده السعودية، قد وصلت الى طريق مسدود، فمعركة مأرب من الناحية العسكرية تجسد هذا الإخفاق الإستراتيجي على مستوى تحقيق الأهداف المعلنة، ومن الناحية السياسية هي نهاية تواجد ما يسمى الشرعية في المحافظات الشمالية.
ويوضح الخبراء ان مأرب هي خزان نفطي ومركز للكهرباء والغاز، أي في المعنى الاقتصادي هي شريان حيوي للاقتصاد اليمني وللحكومة في صنعاء اذا تمكنت من تحرير هذه المحافظة المهمة.
ومن ناحية أخرى فإن تحالف السعودية في بداية العدوان وصل الى سد مأرب ورفع الأعلام السعودية والإماراتية والبحرينية كدليل ومؤشر الى مستوى التقدم الذي بلغوه في تلك الفترة، والآن عندما يتم استعادة مأرب بعد هذه السنوات من القتال العنيف فهذا يعني على المستوى الرسمي والشعبي والمعنوي تأكيد للهزيمة.
ويرى المحللون أن خوف الفريق الآخر من التداعيات السياسية والعسكرية والاقتصادية والمعنوية لاستعادة الشرعية اليمنية الحقيقية لهذه المحافظة هو الذي رفع من درجة الاهتمام، وجعل الامم المتحدة وامريكا تدخل على الخط، لأن هذا سيتوج الجيش اليمني واللجان الشعبية في الميدان كقوة تمكنت بعد تطوير قدراتها العسكرية في مختلف المجالات، تمكنت من أن تلتف على كل الثقل العسكري الذي القت به أمريكا وبريطانيا ودول أوروبية وغيرها وراء هذا التحالف.
كما ان محافظة مأرب هي مركز عمليات للتحالف، فهناك معسكرات وغرف عمليات ومركز تنصت ومنظومة باتريوت، والتحالف اتخذ من مأرب موقعا متقدما لإدارة العمليات على جميع الساحة اليمنية منذ بداية العدوان.
كذلك فإن مخطط تقسيم الأقاليم، كان المطلوب فيه ان تعزل أنصار الله كجماعة سياسية وتحاصر في إقليم معزول عن البحر وعن الموارد الطبيعية وتتموضع في إقليم ضعيف من ناحية القدرات الاقتصادية والمالية، وتحرير مأرب سيشكل فشلاً إضافياً في هذا المشروع.
ويؤكد المراقبون أن ما يتوجس منه المجتمع الدولي إستعادة صنعاء لمحافظة مأرب بكل هذه الحسابات ما سيعزز أوراق القوة التفاوضية لدى حكومة الإنقاذ الوطني في صنعاء وسيزيد من قدرتها على فرض شروطها في اي تسوية مقبلة ويجعل يدها هي الأعلى لأنها تتكئ على واقع ميداني لا يمكن تجاهله.
من جهتهم يؤكد مسؤولون يمنيون ان معركة مأرب هي معركة محسومة، وأن القيادة السياسية والعسكرية والثورية اتخذت قرار تحرير مأرب وانهاء العدوان، خاصة وأن هذه المحافظة كانت تستخدم كمنطلق للعمليات في مختلف المناطق، كذلك فإن التنظيمات الارهابية التي اجتمعت من الكثير من المناطق تعتبر مأرب مأوى كبيرا لها ومنطلقا لباقي المناطق.
ويشير المراقبون إلى أن هناك تقدم نوعي ملموس في كافة المجالات حدث خلال 6 سنوات من العدوان، سواء في موضوع الكادر البشري أو القوة والتسليح، والمنعطفات والمؤشرات التي تحصل حالياً هي أكبر دليل على أن هناك عمل في الميدان، عمل استراتيجي له ابعاد كبيرة وله معطيات ميدانية تدل بشكل كامل على ان المعركة ستكون محسومة قريبا.
ويشير هؤلاء إلى أن مأرب تمثل آخر معقل للجماعات التكفيرية وآخر معقل لدول العدوان لا سيما في مناطق شمال اليمن، فهذه المنطقة بحكم موقعها الجغرافي وارتباطها بحدود واسعة مع السعودية وايضا ارتباطها بمناطق حضرموت وامتدادها الكبير الذي لديه تماس مع كثير من المحافظات، هذه الابعاد كلها تدل على أهمية هذه المنطقة، وتدل أيضاً على استشعار الجيش واللجان اهمية حسم هذه المعركة لانها ستكون المدخل الكبير والأساسي في تحرير اليمن وايقاف العدوان عليه.
فما رأيكم؟
ما الأبعاد الاستراتيجية والعسكرية لمعركة تحرير مأرب؟
لماذا دخلت على خطها مباحثات المبعوثين الاميركي والأممي؟
أي أهداف تسعى إليها واشنطن من خلال تحركها الدبلوماسي؟
كيف ستتعامل صنعاء مع الضغوط لتمرير المبادرة السعودية؟
هل سيكون تحرير مأرب مدخلاً لانهاء العدوان على اليمن؟
المصدر: العالم