معارك خفيّة تُفكِّك قوات الشرعية وتختصر طريق الحوثيين إلى “المجمّع الحكومي“.. “تقرير“..!
أبين اليوم – تقارير
تقرير/ إبراهيم القانص:
معركة خفيَّة تحتدم يوماً بعد آخر بين فصائل قوات الشرعية الموالية للتحالف في محافظة مأرب، ربما تكون نتائجها أشد تأثيراً من المواجهات المسلحة، وقد تكون سبباً رئيساً في تسهيل ما تبقى أمام قوات صنعاء التي وصلت خلال معارك الساعات الماضية إلى أولى مديريات مدينة مأرب..
هذه المعركة تتمثل بتباين كبير في أهداف وطموحات كل فصيل، وتعدد الولاءات والعشوائية التي تنتج عن اختلافات في وجهات النظر، والخلافات المتواصلة بين قيادات كبيرة وقيادات متوسطة بشأن تقاسم الأموال التي يضخها التحالف بين حين وآخر، ويستحوذ عليها القادة والمشائخ الذين يقودون المجاميع القبلية، ولا يصل منها سوى الفتات للمقاتلين في الصفوف الأمامية، حتى الأسلحة التي يعزز بها التحالف مقاتلي تلك الجبهات تتحول إلى غنائم يتقاسمها القادة وسرعان ما تكون معروضة في واجهات محلات بيع الأسلحة.
كل تلك الخلافات والاختلافات في وجهات النظر وأهداف وغايات الفصائل والتشكيلات العسكرية التابعة للتحالف والشرعية؛ أدت بالنتيجة إلى تخوين كل فصيل للآخر، حيث أصبح الكل لا يثق بالكل، في متوالية اتهامات متبادلة انعكست على الأداء الميداني، الذي أدى بدوره إلى اتهام التحالف للجميع بالابتزاز والخيانة، الأمر الذي يعدّه مراقبون عاملاً مهماً من عوامل تسهيل مهمات قوات صنعاء وتحركاتها بإتجاه السيطرة الفعلية على مدينة مأرب، آخر معاقل التحالف والشرعية في المحافظات اليمنية الشمالية.
وكان أحدث ما يدور في معركة الاتهامات المتبادلة بالخيانة بين فصائل التحالف والشرعية ما وجهه أحد المشائخ الموالين للتحالف، من اتهام لحزب الإصلاح بالخيانة، حيث حذّر الشيخ غالب ناصر بن كعلان التحالف من سقوط وشيك لمدينة مأرب بسبب خيانة من الإصلاح، وقال الشيخ القبلي إن إعلام الإصلاح يروّج لانتصارات وهمية في وقت يتقدم الحوثيون، واصفاً ذلك بالخذلان.
في الوقت نفسه يتهم حزب الإصلاح التحالف والشرعية بإقصائه من تفاوضات مسقط المنعقدة بين وفد صنعاء والجانب السعودي والأمريكي، كما يتهم الحزب الفصائل المسلحة الموالية للإمارات، التي يقودها صغير بن عزيز، رئيس أركان دفاع هادي، بالوقوف وراء عمليات إغتيال استهدفت عدداً من قادة الإصلاح العسكريين، ويرى مراقبون أن فجوة الخلاف وفقدان الثقة بين التحالف والإصلاح تتسع بشكل ملحوظ..
حيث شنّ ناشط سياسي وإعلامي تابع لحزب الإصلاح هجوماً لاذعاً على السعودية، الجمعة الماضية، عبر تغريدات على منصة تويتر، متهماً المملكة بأنها تعمدت قصف المدنيين في اليمن بغارات طائراتها الحربية، مشيداً في الوقت نفسه بما وصفه “الأخلاق القتالية العالية” التي تتصف بها قوات صنعاء، حيث قال عباس الضالعي، المستشار الإعلامي للقيادي الكبير في حزب الإصلاح، حميد الأحمر، في إحدى تغريداته: “إن القصف الجوي السعودي يستهدف المدنيين وتجمعاتهم، وقصف قوات صنعاء يستهدف منشآت عسكرية واستراتيجية.. هذا هو الفارق في أخلاق الحرب”.
بالمقابل تُظهر السعودية أن ثقتها في القوات الموالية لها أصبحت معدومة، من خلال اتهاماتها المتواصلة بأن تلك القوات تبتزها، وفي بعض تصرفات السعودية في الفترة الأخيرة ما يؤكد ذلك؛ حيث سحبت القوات السعودية، خلال الساعات الماضية، خمس عربات تابعة للاتصالات العسكرية ومخصصة لعمليات التنصت والحرب الإلكترونية، من مدينة مأرب، باتجاه منفذ الوديعة، بتوجيهات من قائد قوات التحالف في مأرب..
وهو ما يراه مراقبون تفككاً خطيراً داخل قوات الشرعية، ومساراً معقداً بينها وبين التحالف، يجعل سقوط المعقل الأخير لها أكثر سهولةً وقرباً من الإنجاز الذي لم تتراجع عنه قوات صنعاء رغم مبادرات السعودية وضغوطها بورقة الوضع الإنساني.
البوابة الإخبارية اليمنية