الكفاح المسلح.. خيارنا الوحيد..!
بقلم/ سمير المسني
يتبادر سؤال مهم للغاية في أذهان كافة شرائح المجتمع “في المحافظات الجنوبية المحتلة” واطيافه سواءً المتواجدون في الداخل أو في المناطق المحررة الواقعة تحت سيطرة المجلس السياسي الأعلى والجيش واللجان الشعبية: ومفاد هذا التساؤل هو ماذا بعد تحرير مأرب؟
“إذن الجميع أمام منعطف تاريخي هام للغاية سوف تتحدد ملامحه بعد تحرير مأرب.. وفرض السيطرة على كامل المحافظة اليمنية الغنية بالغاز والنفط”.. ما تقدم من طرح هو السائد والمتداول لدى الكثير من الإعلاميين في الداخل والخارج ؛
علماً بأن هذا الطرح قد حسمته قيادتنا الثورية ممثلة بالسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي (سلام الله عليه) والقيادة السياسية الممثلة بالمجلس السياسي الأعلى وفي مقدمتهم فخامة الرئيس المجاهد المشير الركن مهدي المشاط؛ وذلك من التأكيد على ضرورة تحرير كل شبر من أراضي الجمهورية اليمنية (شمالاً وجنوباً) من دنس المحتلين ومرتزقتهم في الداخل.
ما دفعني لكتابة ما تقدم – مع يقيني التام بمصداقية القيادة الثورية والسياسية – هو مقال للناشط السياسي المعروف والأخ العزيز الأستاذ صفوان باقيس ذلك المقال الذي يحمل عنوان “هل سيكون الجنوب سجادة حمراء أو خط أحمر”.
بداية أرجو منك أخي العزيز صفوان أن تعيد صياغة مقدمة المقال والتي تبدأ بعبارة (كثر الجدل حول تحرير… إلى عبارة بما يسمى الشرعية والإنتقالي) ففي الصياغة إيحاء وكأن أدوات العدوان تتبع القوى الوطنية اليمنية المناهضة للعدوان ولا تتبع العدوان نفسه.. حيث يجب أن تكون الصياغة على النحو التالي “صراع تبلور وكأنه ثنائي بين قوى العدوان المتمثلة بالتحالف وأدواته المحلية بما يسمى الشرعية والإنتقالي.. وبين القوى الوطنية اليمنية المناهضة لهذا العدوان” وليس كما جاء في صياغة مقالكم آنف الذكر.
كما أرجو أخي العزيز ان يتسع صدركم لتقبل تحليلي المتواضع لبعض جزيئات ذلك المقال “والذي أشرت فيه إلى أن الجنوب يميل نحو الإنفصال واستعادة الدولة”..
أولاً اعذرني أخي صفوان فمفهوم الانفصال قد ولى إلى غير رجعة وأصبح من مخلفات الماضي.
فعن أي انفصال نتحدث؟ وهل الإنفصال هو الخيار الوحيد لاستعادة الدولة؟ وتحت أي مسمى للدولة تقصد؟ هل تقصد بالدولة اتحاد الجنوب العربي؟ أو جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية؟ وهل الانفصال سوف يساعد أبناء المحافظات الجنوبية (في الوقت الحالي) في التغيير نحو الأفضل في ظل الافتقار إلى كل مقومات بناء الدولة؟
وهل المجلس الإنتقالي هو خيار أبناء الجنوب الأمثل لإحداث نقلة نوعية في طريق الأهداف المنشودة لتطلعات الجماهير في جنوبنا المحتل؟ وهل المجلس الإنتقالي – وحسب ماجاء في مقالك- سلطة أمر واقع..!
أسئلة كثيرة يجب أن تطرح وان يشارك الجميع في إيجاد الأجوبة..!
ولكن أن أردنا التحدث والنقاش بموضوعية وشفافية يجب علينا عدم الخوض في موضوع شكل الدولة في المرحلة الراهنة ؛ وان نتعاون جميعا “كجنوبيين” أولاً على إيجاد مخارج عملية لطرد المحتل وأدواته قبل البحث في موضوع شكل الدولة “اتحادية أو فيدرالية.. أو خلاف ذلك”.
إذن ماهي مقومات التهيئة وما هي الأولويات الضرورية للبدء في معركة التحرير الفاصلة في المحافظات الجنوبية المحتلة؟ وما هو الدور المناط بنا (كجنوبيين)؟ وهل تم بلورة كل الأهداف في إطار روئ وطنية واضحة مشتركة تجمع كل المكونات السياسية الجنوبية؟.
لقد تحدثنا كثيرا وفي مقالات سابقة حول ضرورة توحيد الصف الجنوبي وتوحيد الجهود للخروج من نفق التشظي والتباين الفكري ؛ وضرورة إيجاد أرضية ملائمة لاصطفاف جنوبي- جنوبي لمواجهة كل العبث والفوضى في المحافظات الجنوبية وبدء معركة التحرير.
وهنا نؤكد ومن خلال معطيات الواقع بتوفر بوادر لذلك الاصطفاف قد بدأ يتشكل بين بعض المكونات السياسية الوطنية في الداخل من خلال التنسيق المستمر لغرض فرض معادلة جديدة تستند إلى القاعدة الشعبية لكافة شرائح المجتمع في تلك المحافظات؛
وباعتقادي قد أثمر ذلك التنسيق في تحريك الشارع الجنوبي (ضد المحتلين واذنابهم في الداخل) وبدأت الانتفاضة الشعبية (ثورة الجياع) ومرحلة الاعتصامات السلمية وتحولت إلى عصيان مدني في بعض المناطق ؛ سيتبعه حتماً وبالضرورة اللجوء إلى الخيار الأمثل وهو الكفاح المسلح وانتزاع الحقوق المسلوبة بالقوة.
سمير المسني
– المعاون لشؤون المحافظات الجنوبية في مكتب مستشار رئيس الجمهورية والمجلس السياسي الأعلى
– عضو المكتب التنفيذي لملتقى التصالح والتسامح الجنوبي