قيادات مدجنة في مأرب تثقل كاهل التحالف.. والحوثيون يستعدون بمفاجآت الحسم.. “تقرير“..!
أبين اليوم – تقارير
تقرير/ إبراهيم القانص:
بعد رهانه على إستسلام اليمنيين خلال أسابيع من بدء عملياته العسكرية، جواً وبراً وبحراً، يكمل التحالف العام السادس من حربه على اليمن خاسراً هذا الرهان، مثقلاً بخسائر كبيرة في عتاده الحربي وقواته، أما الفصائل المحلية والتشكيلات العسكرية الموالية له..
سواء من قوات هادي أو المجندين الذين جلبهم للقتال من دول عدة أو المجاميع المسلحة من أبناء القبائل؛ فقتلهم أو أسرهم لا يعني شيئاً بالنسبة للتحالف بقدر ما تعنيه أمواله التي ينفقها عليهم، وعتاده العسكري الذي يعززهم بكميات كبيرة منه طيلة السنوات الست.
ويرى مراقبون أن التحالف، على مدى السنوات الست الماضية من الحرب، أدرك على أرض الواقع أن استراتيجياته المتبعة لم تكن ذات جدوى ولم توصله إلى ما كان يظن أنه سيحققه بكثرة الموالين له والتسليح الحديث الذي يمدهم به والإسناد الجوي الذي يرافقهم في كل المعارك..
فلا الحدود السعودية كانت بمنأى من زحوفات وضربات قوات صنعاء المتواصلة، ولا القوات التي حشدها على إمتداد الجبهات الداخلية اليمنية صمدت أمام مقاتلي الحوثيين الأضعف تسليحاً والأكثر خبرة قتالية وإرادة، بالإضافة إلى أن قيادتهم موحدة وأهدافهم محددة بدقة بالغة، بينما جحافل التحالف متعددة الولاءات ومختلفة الأهداف وأكثر ما يجمعها ويدفعها للقتال هو الأموال السعودية.
المراقبون أكدوا أن التحالف لا يملك سوى استمراره في استجداء مشائخ القبائل للدفع بأبنائهم ورعاياهم إلى القتال ضمن قواته لتحقيق أهدافه، خصوصاً في محافظة مأرب، التي راهنت السعودية على بعض مشائخها الذين ظلت تدجنهم طيلة العقود الماضية بأموالها الممنوحة لهم من خلال لجنتها الخاصة التي طالما عملت على شراء الولاءات القبلية في اليمن منذ وقت مبكر..
إلا أن كل ذلك لم يحقق الأهداف بالقدر الذي كانوا يأملونه، فقد ارتفعت وتيرة الابتزاز لدى أولئك المشائخ، إلى درجة أن قيادة التحالف تتهمهم بين حين وآخر بالخيانة وسرقة الأسلحة، حتى أن رهان التحالف على حماية الدول الكبيرة لأمنه ومنشآته الحيوية سقط بشكل بثير الدهشة إذ عجزت المنظومات الدفاعية التي اشترتها المملكة من تلك الدول بمبالغ باهظة عن التصدي لطائرات صنعاء المسيّرة المصنوعة محلياً، والتي أجبرت السعودية بكل ما تملكه من أسلحة وتحالفات كبيرة على مناشدة العالم والمجتمع الدولي خصوصاً الضغط على الحوثيين لوقف هجماتهم، في تناقض لم يحدث مثله على مدى تاريخ الحروب.
في المقابل يسير الحوثيون بخطى واثقة مدروسة النتائج وخطط على مستوى من الحكمة والخبرة، مكنتهم من محاصرة قوات التحالف والشرعية في آخر معاقلهم وأكثرها أهمية، وهي محافظة مأرب التي جمع التحالف إليها كل الفصائل الموالية له بما فيها التنظيمات المتشددة داعش والقاعدة..
ورغم ذلك يبدو أن صنعاء حسمت أمرها فيما يخص إستكمال السيطرة على مدينة مأرب والتي تقول الأنباء المتواترة أنها مسألة وقت لا أكثر لسيطرة قوات صنعاء على المدينة المحاصرة من كل الجهات..
ويشير المراقبون إلى أن ارتفاع صراخ الشرعية والتحالف في مارب والضغط بالورقة الإنسانية ووضع النازحين تُعدّ أبرز مؤشرات اقتراب السقوط النهائي للمدينة، حيث لم يخفف الضغط والتقدم صوبها محاولات الشرعية التصعيد في أكثر من جبهة كالبيضاء وحجة والحديدة..
وقد أشار التحالف ضمنياً إلى أنه لم يعد يثق في كفاءة القوات التي تقاتل في مأرب تحت قيادته، بإعلانه عملية أسناد جوي كبيرة أمطرت المحافظة بمئات الغارات خلال الأيام القليلة الماضية..
لكن يبدو أن قوات صنعاء ستفاجئ الجميع خلال الساعات المقبلة بما لم يكن التحالف يتوقعه، ويؤكد المراقبون أن استعدادات الحوثيين لبدء العام السابع من الحرب ستكون مزعجة للتحالف وفوق مستوى تفكير قيادات الشرعية التائهة خلف الأطماع والولاءات المتعددة.
البوابة الإخبارية اليمنية