التحرر قرار وليس خيار الطالما انتظرنا صدور مثل ذلك القرار التاريخي الذي يتمثل بضرورة تحرير المحافظات الجنوبية المحتلة والذي يحمل في طياته المصداقية والانتماء الوطني الصادق ، فقد جاء هذا القرار في الوقت المناسب فعلا فقد وصلت الاوضاع في المحافظات الجنوبية المحتلة حدة لا يطاق فقد بلغ السيل الزبى ، وأصبح المواطن هناك يعاني من شظف العيش بسبب الارتفاع المتسارع لأسعار المواد الغذائية التي اثقلت كاهله بالإضافة إلى تردي الخدمات الاساسية الأخرى ، لذلك قمت بإعادة قراءة ذلك القرار مرارا وتكرارا مما زادني يقينأ بحكمة وحنكة قيادتنا السياسية ممثلة بالقائد الفذ المجاهد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي وبالمجلس السياسي الأعلى وبحكومة الانقاذ ، فهؤلاء القادة واستشعارأ منهم بخطورة تداعيات الأوضاع في المحافظات الجنوبية المحتلة وتلبية لمناشدات الكثير من أبناء الوطن هناك في مساعدتهم لتحرير الأرض من دنس المحتل الجديد والذي عمل على خلق الفوضى العبثية وإغراق البلد في ذلك الجزء الحبيب من الوطن في أتون حرب دامية جنوبية – جنوبية ، اقول استشعارأ بكل ما تقدم تم اتخاذ ذلك القرار والتوجيه لمجلسي النواب والشورى بضرورة عقد اجتماع استثنائي بمعية محافظي المحافظات الجنوبية بسرعة اتخاذ الاجراءات والتدابير وتقديم صورة متكاملة لآليات العمل المناسبة لتحرير تلك المحافظات الجنوبية المحتلة.
ولكن اسمحوا لي أن أشير إلى نقطة هامة ومحورية فبالرغم من أن القرار كان تاريخية وشجاعة بكل المقاييس إلا انه علينا كجنوبيين أن نواكب تلك التطورات فهذا المنعطف التاريخي والمفصلي في حياة شعبنا اليمني يستوجب علينا كقيادات سياسية جنوبية أن نعد العدة وبشكل موضوعي ومدروس وتقديم المشورة للقيادة السياسية والمشاركة الفاعلة من خلال إعداد آليات عمل وسبل تنفيذها بمنهجية ومن خلال المشاركة في إطار اصطفاف وطني فاعل يمكننا من تحقيق ما نصبوا اليه.
وبالمقابل علينا أن ندرك جيدا بأن المرحلة القادمة تتطلب منا بذل كل الجهود وعلى كل المستويات بدأ من التسلح بالوعي الفكري التحرري وصولا الى حمل السلاح لمواجهة ذلك المحتل الجديد ( السعودية والامارات ) والذي لا يفهم غير لغة السلاح لمقارعته وطرده من أراضينا .
لذلك وللمرة الثالثة أطالب بصفتي قيادي سياسي ومواطن من أبناء المحافظات الجنوبية كل المكونات السياسية الجنوبية وكل القيادات التنفيذية الجنوبية تحديدا محافظي المحافظات الجنوبية المعينين من قبل المجلس السياسي الأعلى بسرعة الجلوس مع بعضهم البعض والتوافق فيما بينهم وإعداد مصفوفة متكاملة من الرؤى والبرامج وآليات العمل تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية لغرض إنجاح المشروع الوطني المتمثل بتحرير جنوبنا المحتل واستعادة الهوية اليمنية والانتماء الوطني الذي تم تحييده وتغييبه خلال الفترة الماضية ، ومن ثم علينا الاستعداد لخوص معركة الوعي والفكر لتغيير الأنماط السلوكية الدخيلة على مجتمعنا ونسيجنا الاجتماعي هناك ، وانني على يقين تام أننا قادرون على تنفيذ ذلك متى ما توحدت كلمتنا ورؤانا ومواقفنا السياسية.
* عضو المكتب التنفيذي للملتقى التصالح والتسامح الجنوبي