نتنياهو.. ثلاث دورات انتخابية فاشلة والرابعة تركله للخامسة..!
أبين اليوم – الأخبار الدولية
فتحت صباح يوم الثلاثاء مراكز الاقتراع أبوابها في الانتخابات الاسرائيلية الرابعة خلال عامين بعد فشل الانتخابات الثلاث السابقة وتحديداً منذ أن حل رئيس وزراء كيان الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو حكومته الثالثة في كانون الأول/ديسمبر 2018 لاستباق التحقيقات الجنائية ضده، وفي محاولة لتشريع قانون يمنع محاكمته مادام في منصبه.
وبذلك فقد بدأ الناخبون المستوطنون في الكيان الإسرائيلي صباح ذلك اليوم الإدلاء بأصواتهم في انتخابات الكنيست الاسرائيلي التي ستحدد مصير رئيس وزراء الإحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو السياسي وستكون هي الرابعة خلال عامين، وتأتي وسط غياب البرامج سياسية والتحالفات الحقيقية وفي وقت لم تتمكن فيه اي من الأحزاب الحالية على تشكيل حكومة مستقرة فيما يواجه نتنياهو تراجعا متواصلاً في قاعدته الشعبية مع تواصل الاحتجاجات الشعبية الاسبوعية المناهضة لبقائه في السلطة والتي تشهد تزايد اعداد المشاركين فيها بشكل متواصل.
المشهد الأبرز في هذه الإنتخابات الرابعة التي تجرى في أقل من عامين تصاعد التطرف في صفوف الاسرائيليين وسط مخاوف من بقاء حالة الجمود السياسي والفشل في تشكيل حكومة جديدة.. ما دفع بالكيانات الحزبية الى التلويح بابتلاع المزيد من الاراض الفلسطينية لصالح التوسع الاستيطاني.
ويحوز الكنيست على مكانة كبيرة في الكيان الإسرائيلي بسبب طبيعة الحكم القائمة على النظام البرلماني حيث تجري الانتخابات العامة فقط لعضوية الكنيست ثم يتولى الأخير اختيار رئيس الوزراء واعتماد الحكومة، غير أن حملات انتخابات الكنيست ‘الإسرائيلي’ تقوم أساساً على حساب الأرض والشعب الفلسطينيين، وأن الأحزاب تتنافس على ابتلاع مزيد من الأراضي لصالح التوسع الاستيطاني..
تأتي معركة الانتخابات الرابعة الجديدة هذه للكيان الاسرائيلي في ظل ظروف صحية واقتصادية طارئة نتيجة تفشي فيروس كورونا، ووسط انقسامات بين السياسيين والناخبين على حد سواء، رغم اشارة استطلاعات الرأي إلى حدوث تقدم طفيف لصالح حزب الليكود اليميني الذي يتزعمه نتنياهو في الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية.
انشقاقات.. تحزبات.. تشظيات سياسية غير مسبوقة:
حالة الانشقاقات والتحزبات الجديدة والتشظيات غير المسبوقة التي تشهدها اليوم الحلبة السياسية في كيان الاحتلال الاسرائيلي داخل كل معسكر من معسكرات اليمين والوسط واليسار من المؤكد أنها ستسفر عن مشهد انتخابي غير متوقع داخل هذه المعسكرات على حد سواء، كما ان الاستطلاعات توقعت ألا يتمكن أيضا ائتلاف يضم أحزابا من اليمين والوسط واليسار، ويعارض تشكيل حكومة بقيادة نتنياهو، من الحصول على أغلبية برلمانية تتيح له الإمساك بالسلطة، علما ان البرلمان الصهيوني هو اعلى سلطة تشريعية وسياسية في الكيان ويتولى المهام التشريعية، ويعتمد الحكومات ويراقب عملها، ويتكون من 120 عضوا، ويلعب دورا كبيرا في الحياة السياسية الإسرائيلية.
الانقسامات الحزبية داخل معسكرات اليمين واليسار والانشقاقات داخل كل معسكر اضحت اليوم في وضع يتخوف منه الإسرائيليون أن يأخذ كيانهم إلى تفكك من داخله وسط نشوء حالة من حصر التنافس في البعد الشخصي، في وقت تتنافس فيه 39 قائمة في هذه الانتخابات التي تبدو حامية الوطيس، إلا أن الناخب الإسرائيلي لا يبدي حماساً للذهاب إلى صناديق الاقتراع ما يعني انه يبدو عدم وجود تغير جوهري في المشهد الإسرائيلي فجل الاحزاب المتصارعة لم تعلن أية برامج سياسية جديدة أو أي تنازل مستقبلي عن سياسات الضم والاستيطان.
نتنياهو في هذه الدورة الرابعة من الانتخابات يواجه تحدياً جديداً لم يعهده من قبل بعد ان كانت الرياح الفصلية الأمريكية مؤاتية لنفسيته الاستحواذية التوسعية وبعد ان لوح مرارا بضم اجزاء من الضفة الغربية الفلسطينية المحتلة باسناد من عضيده المستشار الاميركي كوشنير ووزير الخارجية السابق بومبيو وسيد البيت الابيض السابق ترامب حيث “وهب الأمراء ما لا يملكون” من خلال عجرفة ما تسمى بـ”صفقة القران”..
حيث احترقت اليوم ورقة الضم بعد ازاحة ترامب وشلّته ما دفع نتنياهو للقول بإنه “لن يحصل” ضم لأجزاء من الضفة الغربية المحتلة دون موافقة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وذلك بعد ان تنصل وزير خارجية أمريكا السابق مايك بومبيو، عن بند ضم الكيان الإسرائيلي للضفة الغربية المحتلة، والذي ورد كاقتراح في الخطة الأمريكية المزعومة، قائلا إنه شأن “إسرائيلي”، على حد تعبيره.
هل تلوح في أفق الكيان انتخابات خامسة؟
المؤشرات السياسية جميعها تشير الى القول بالايجاب عن السؤال اعلاه (هل تلوح في افق الكيان انتخابات خامسة؟)، ونستعين هنا بقول المختص بالشأن الاسرائيلي امجد شهاب الذي أكد وجود اشكالية وازمة سياسية في “اسراائيل” ستستمر حتى بعد الانتخابات الا اذا حدث هناك زلزال سياسي كـ”معجزة” او غير ذلك، وهناك احتمال كبير جداً ان تكون هناك انتخابات خامسة..
فيما قال المحلل السياسي احمد منى ان هذه الانتخابات لن تحسم النتيجة ولن يكون بعدها حكومة وحتى لو تم تشكيل حكومة بعد هذه الانتخابات لن تكون هذه الحكومة قوية لانه في حال اذا كانت حكومة يمينية او يسارية لن تصمد لانها تعتمد على فكرة (50%+1).. وبالتالي اي شخص يخرج من مجموعة الائتلاف فسيخرب الائتلاف وستنهار الحكومة.
رغم اتفاقيات التطبيع التي حاول نتنياهو استثمارها في هذه الدورة من الانتخابات واطلاقه حملة التطعيم ضد فيروس كورونا، الا ان اجراء انتخابات خامسة هو ما يرجحه المحللون مع اتهامات الفساد التي تلاحق نتنياهو وتداعيات جائحة كورونا اضافة الى تراجع الدعم لحزبه منذ التصويت الاخير الذي جرى قبل عام بحسب احصائيات محلية وسط اتهامه من قبل منتقديه بالسعي للفوز بالانتخابات بدافع المصلحة الذاتية، أملا في الحصول على تأييد برلماني كاف ربما يمكّنه من استصدار تشريع يُسقط عنه الإجراءات القانونية.
في الناصرة.. افاد مراسل قناة العالم الاخبارية يوم الثلاثاء، ان الانتخابات تجري وسط انقسامات حادة، والتوجه للاقتراع ليس كبيراً وهناك توقعات بتشكيل حكومة يمينية بحتة من قبل نتنياهو وبأن تنجر الاوضاع السياسية في كيان الاحتلال الى انتخابات خامسة.
المصدر: العالم