روسيا تمنح صنعاء مظلة حماية.. ماذا بعد..!
أبين اليوم – إستطلاع
بينما لم تنتظر طائرات العدوان السعودي الأمريكي على اليمن كثيراً لتثبت انها طليعةً في خرق إتفاق الحديدة وإنتهاك حقوق الإنسان بشكل عام في اليمن، تتكاثف الجهود البريطانية الدبلوماسية لإصدار قرار دولي يدعم الموقف الأمريكي القاضي بوقف العمليات العسكرية اليمنية لتحرير مأرب ويشد من أزره.
الغريب في مشروع القرار البريطاني الذي يصح فيه القول “شر البلية ما يضحك” ان بريطانيا تطلب وقف العمليات العسكرية في مأرب بينما يخرق حليفها، أي تحالف العدوان السعودي الهدنة في الحديدة ويواصل عدوانه وحصاره على الشعب اليمني منذ ست سنوات تحت غطائها العسكري.
روسيا اللاعب الجديد في الملف اليمني اعترضت على مشروع القرار البريطاني الذي يستهدف صنعاء دون غيرها واعتبرته “غيرَ متوازن”.
التحرك الروسي يأتي في وقت، بدى فيه واضحاً ان المجتمع الدولي ليس لديه خيارات لوضع حد للحرب في اليمن، كما أنه يعتبر حلاً نوعاً ما لليمن والمنطقة ومرضياً لللاعب الأميركي الذي أظهر غضباً في الفترة الأخيرة، اعتبرته جهات أخرى التفافاً حول مطالب اليمنيين.
محللون سياسيون يرون أن دخول روسيا على خط الملف اليمني والذي يأتي بالتوازي مع الموقف الأميركي الغامض من الملف ذاته، يأتي كذلك تأييداً لإستراتيجية طهران بتوفير الغطاء السياسي للقيادة في صنعاء، كما أن تحرك الروس ينبئ بفتح مزاد الحل للحرب اليمنية بالرغم من أن هناك أطراف تتربص بما هو أبعد لذلك.
وبين التحفظ والحماس وبين قبول مجلس الأمن، المشروع البريطاني أو رفضه، تبقى فسحة الأمل الضيقة التي فتحتها “عمليات توازن الردع” في الجو وجبهات المواجهة في نفوس اليمنيين وحياتهم، وتبقى الشاهد الوحيد على سريان الحياة.
في الأثناء، تتجه المحافظات الجنوبية الخاضعة للاحتلال السعودي الإماراتي الى مزيد من التصعيد، حيث يستعر فيها الصراع بين القوات التابعة لمنصور هادي المدعومة سعودياً والمجلس الإنتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، ففي تلك المحافظات يسقط مزيد من الضحايا ومعه تزداد الصرخات لغوث لا يبدو في الأفق انه قريب مع تعدد العراقيل.
في المحصلة، ثمة حراك دولي يضع اليمن أمام مخرجين للحل لا ثالث لهما، الأول ان يعود اللاعبون الخارجيون عن اجنداتهم والتخلي طواعيةً عن اطماعهم ونفوذهم في اليمن وترك هذا البلد لأهله. والمخرج الثاني هو التوصل إلى حل سياسي برعاية أممية تنسحب بموجبة قوات تحالف العدوان السعودي وتعوض الشعب اليمني عن ما جنته من خراب ودمار.
المصدر: العالم