عندما يتبرأ رئيس “الموساد“ من “نتنياهو“ وحزب الليكود..!
أبين اليوم – الأخبار الدولية
تبرأ رئيس جهاز الإستخبارات الإسرائيلية “الموساد” يوسي كوهين من رئيس وزرائه في حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ومن حزبه “الليكود” نافياً وجود أي علاقة سياسية له بهما.
المعروف عن نتنياهو قدرته على “دق الأسافين” بين خصومه وعلى “الإيقاع بينهم”، وأيضاً قدرته على المناورة في شراء ذمم معارضيه واستيعابهم في ائتلافاته الحكومية لإعطاء الوعود ومنح المواقع الحكومية والموازنات المالية وذلك ما حصل بالفعل مع رئيس “الموساد” الاسرائيلي يوسي كوهين لولا تسارع وزير الحرب لتحذير الأخير من فخ نتنياهو ومحاولته سحب كوهين إلى حضيرته الانتخابية.
نفي كوهين علاقته بنتنياهو الملطخة صفحته الشخصية بالفساد المالي والسياسي جاء إثر تصريحات لرئيس وزراء الاحتلال للقناة الاسرائيلية الـ13 حول أنه سيجد طريقة لتخصيص منصب لكوهين في الحكومة المقبلة، ما دفع بوزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتسالى مهاجمة كوهين ونتنياهو على حد سواء، حاثاً الأول على ضرورة التركيز على أداء مهامه وتجنب التدخل في السياسة فيما أوصى نتياهو بعدم إقحام رئيس الموساد الاسرائيلي في الشؤون السياسية حيث لا يعقل أن يقوم رئيس الوزراء بذلك.
الإحباط الحرج:
تنصل كوهين عن الارتباط برئيس الوزراء الإسرائيلي وعن حزبه جاء في فترة يمكن وصفها بـ”الحرجة سياسياً” بالنسبة لنتنياهو وذلك مع إقتراب موعد الإنتخابات الإسرائيلية المقررة في الـ23 من الشهر الجاري، وما يلوح إليه القضاء الإسرائيلي من قرب البت في ملفات قضايا الفساد المرفوعة ضده والمتراكمة على كاهله والتي من المقرر ان تبت بها المحكمة المركزية الإسرائيلية في القدس المحتلة في الـ 5 من نيسان/ابريل القادم، حيث لن تشفع له ما حازه من القاب زائفة قلما حازها رئيس وزراء اسرائيلي من قبله مثل “الساحر وملك ملوك إسرائيل وذو الأرواح السبعة”.
وقد سبقت نفي رئيس الموساد يوسي كوهين علاقته بنتنياهو وهجوم بيني غانتس وزير الحرب الإسرائيلي ورئيس حزب “أزرق أبيض”، مناورة سياسية للاخير يوم الاحد الماضي عندما وصف تحالفه مع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بانه كان خاطئا مشيرا الى انه “على خلاف شخصي مع نتنياهو”، وأنه الآن يدفع ثمنًا باهظا لتحالفه معه” مؤكدا انه “سيتغلب على هذه العثرة”، حسب وصفه.
نتنياهو.. المراوغ.. الفاسد.. المرتشي.. الخائن للأمانة:
لابد من الإشارة هنا أن ما ساعد نتنياهو على هذا التوجه هو تردد خصمَيه وضعفهما “بيني غانتس زعيم حزب أزرق أبيض، وعمير بيرتس الرئيس السابق لحزب العمل”، أضف إلى ذلك قدرة نتنياهو على دق الاسفين بينهما بل والايقاع بين عموم معارضيه وخصومه ساعده في ذلك حالة التشظي وظاهرة الانشقاقات والتفسخات التي عانتها المعارضة الإسرائيلية واتسمت بها، لا سيما اليسارية منها.
ولم يفت غانتس التلويح الى المراوغات التي اشتهر بها رئيس الكيان الاسرائيلي السابقة ومحاولاته الافلات من قضايا الفساد التي تلاحقه في المحاكم بقوله: “إن نتنياهو سيفعل كل ما بوسعه لمنع محاكمته”، وتابع “إن هذا ليس ما تحتاجه إسرائيل”.
وكانت الجلسات القضائية قد استؤنفت بداية شباط/فبراير الماضي لمحاكمة نتنياهو باروقة المحكمة المركزية في مدينة القدس المحتلة، رغم اقرار القضاة بوجود خلل في سلوك المستشار القضائي لحكومة الاحتلال افيحاي مندلبيت عندما اعطى موافقته على التحقيق في القضايا.
وقبل اسبوعين استؤنفت الجلسات في محاكمة نتنياهو باروقة المحكمة المركزية في مدينة القدس المحتلة، حيث قدم خلالها رد نتنياهو “الذي وصل بنفسه الى قاعة المحكمة”، على لوائح الاتهام المرفوعة بحقة، غير انه غادر المحكمة بعد نصف ساعة، في وقت حضر فيه الجلسات باقي المتهمين المتورطين بالملفات.
أفول العصر الذهبي لنتنياهو:
كما استغل نتنياهو الأوضاع الداخلية لصالحه، سعى في نفس الوقت الى توظيف التطورات الخارجية لصالحه حتى وصل عصره الذهبي بوصول الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وصهره الإسرائيلي كوشنر الى سدة الحكم في الولايات المتحدة مستغلاً الانحياز العنصري والصهيوني الذي تمتع بهما الرجلان ترامب وكوشنير في خدمة اجندته التوسعية وثم الانتخابية من خلال زيادة رصيد اسهمه في معسكر اليمين الصهيوني كالاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة للكيان الاسرائيلي ونقل السفارة الأميركية إليها. لتجديد عهده في رئاسة الوزراء ورئاسة الدبلوماسية الاسرائيلية المبنبة على الاحتلال والاغتصاب والتوسع غير المشروع؟
من هو المنافس الأبرز لنتنياهو؟
كتب يوفال كارني الصحفي الإسرائيلي المتخصص بالشؤون السياسية في العمود السياسي في صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، أن يائير لابيد الذي اسس في 2012 حزب “يش عتيد” (هناك مستقبل) السياسي، والذي يدير الآن حملة رصينة وجادة طارحا نفسه كبديل لنتنياهو، أصبح جاهزا باعلانه عن خطة بهذا الشأن، فيما تشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب “يش عتيد” سيفوز ب18 إلى 20 مقعدا ما سيمنحه ثاني أعلى نسبة تصويت بعد الليكود.
وقال كارني، “لقد تغير لابيد، أصبح جاهزاً، نادرا ما يجري مقابلات، يمتنع عن الاعتداد بنفسه وعن توبيخ خصومه (اليهود المتشددين)، وأن “لابيد يشن حملة رئاسة الوزراء وبكلام أصح على حملة للحلول مكان نتنياهو”، ومع انه (لابيد) حل محل غانتس باعتباره القوة الأبرز في المعسكر المناهض لنتنياهو، إلا أن طريق لابيد للحصول على غالبية 61 مقعدا وتنصيبه رئيسا للوزراء لا تبدو سهلة وسيتطلب منه تشكيل تحالف أصعب مع اليمين واليسار والنواب العرب في الكنيست.
الإنتخابات الفاصلة.. “لا بيبي بعد اليوم”:
تعتبر الإنتخابات القادمة التي من المقرر ان تقام في هذا الشهر آذار/مارس 2021 هي الإنتخابات الرابعة خلال عامين فقط – وهي مفترق طرق مفصلي في مسيرة نتنياهو الذي ترى التقديرات الإسرائيلية انها ستكون بداية العد التنازلي لمغادرته رئاسة الحكومة، بسبب ملفات فساده وتنامي المعارضة الاسرائيلية ضده رغم تفرقها واختلاف ارائها غير انها توحدت في رفعها شعار “لا بيبي بعد اليوم”، اضف الى الرغبة الاسرائيلية في ضخ دماء جديدة في مقر رئاسة الحكومة، والشعورهم الضمني لدى عامة الاسرائيليين بسعس نتنياهو للظفر بالانتخابات الى حد القبر من أجل البقاء زعيما لهم.
منذ قرابة العام.. وحشود المستوطنين المعارضين لنتنياهو تتنامى وتتسع مساء كل سبت أمام مقر رئاسة الوزراء كما اتسعت الاحتجاجات الإسرائيلية ضده المطالبة باستقالته، ويتوقع أن تزداد الأعداد كلما اقترب موعد الاستحقاق الانتخابي، فيما عادت المطالبات بفتح ملفات التحقيقات الجنائية ضده بتهم الفساد والاحتيال والرشوة وخيانة الأمانة، وخلف كل ذلك تغير السند الاكبر له في البيت الابيض الاميركي ووصول الرئيس الجديد جو بايدن ما يدفع الاسرائيليين وبقوة للتخلي عن نتنياهو لمصلحة بقاء العلاقات الوردية بين الكيان الاسرائيلي والكيان الأمريكي.
المصدر: العالم