هل تمنع إيران والصين وروسيا.. أمريكا من إفتراس ميثاق الأمم المتحدة..!
أبين اليوم – الأخبار الدولية
وجدت إيران والصين وروسيا ، في التحالف الدولي للدفاع عن ميثاق الأمم المتحدة، الذي أسسته دول مثل الجزائر وأنغولا وروسيا البيضاء وبوليفيا وكمبوديا وكوبا وإريتريا ولاوس ونيكاراجوا، وسانت فينسنت وغرينادينز، وسوريا وفنزويلا، فرصة لإنقاذ هذا الميثاق، من خلال التصدي لاستخدام القوة أو التهديد باستخدامها، والعقوبات أحادية الجانب، ضد شعوب العالم بهدف تجويعها والوصول الى تركيعها.
محاولات إيران وروسيا والصين وكوريا الشمالية في الأمم المتحدة، لدعم “مجموعة الأصدقاء المدافعين عن ميثاق الأمم المتحدة”، تأتي من اجل درأ المخاطر عن “التعددية “، التي تواجه حالياً هجوماً غير مسبوق، من قبل أمريكا والغرب، وهو ما يهدد بدوره السلم والأمن العالميين، عبر تقليص دور الأمم المتحدة وتجاهل ميثاقها، وإستبداله بقانون الغاب الأمريكي، الذي لا يرى من مصلحة لشعوب العالم، يعلو على الأطماع والمصالح الأمريكية غير المشروعة.
اليوم تتعرض إيران لحظر اقتصادي ارهابي غير مسبوق، طال الغذاء والدواء، رغم تفشي جائحة كورونا في العالم أجمع، بسبب رفضها سياسة الهيمنة الأمريكية، ودفاعها عن الشعب الفلسطيني المظلوم.
وتتعرض الصين لهجوم أمريكي متعدد الجوانب، لمنعها من أن تحتل موقعها الطبيعي على الساحة الدولية التي ترى فيه أمريكا تهديداً لاطماعها وجشعها. وتفرض ذات العقوبات على روسيا، بهدف نقل الفوضى إلى الداخل الروسي ، وتفكيك الإتحاد الاوراسي وإضعافه، للتخلص من رقيب قوي في أوروبا وآسيا.
وكذلك تفرض عقوبات قاسية ضد كوريا الشمالية وفنزويلا وغيرها من دول العالم، دون ان تشكل هذه الدول أي تهديد لأي شعب من الشعوب، سوى أنها ترفض الدخول الى الحظيرة الأمريكية.
اللافت أن الغطرسة الأمريكية لا تنحصر بفرض العقوبات الاقتصادية وتجويع الشعوب، بل تجاوزتها إلى شن العدوان على الشعوب وغزو الدول بذرائع تضحك الثكلى، كما حدث في افغانستان والعراق وسوريا وفنزويلا والعديد من الدول الأخرى ، وكذلك بالتهديد باستخدام القوة، كما تهدد الآن ايران، متجاهلة الامم المتحدة ومثياق الامم المتحدة ومجلس الامن، ولسان حال أمريكا يقول “أنا القانون والقانون أنا” على الجميع السمع والطاعة، وإلا سيكون الحصار والعدوان نصيب “العاصي”.
يرى أغلب المراقبين ان سلوكيات امريكا في المحافل الدولية، مثل تجاهل ميثاق الأمم المتحدة، وإستخدام الفيتو ضد كل قرار دولي فيه مصلحة للشعوب، والالتفاف حول كل فيتو يحاول منع أمريكا من استخدام القوة ضد الشعوب، كما حصل في العراق وغيره، هذه السلوكيات نابعة من طبيعة امريكا، فهي نشأت أصلاً على الإجرام والقتل وإبادة السكان الاصليين، وعلى العنصرية والعبودية، وبهذه الخلفية التاريخية السوداء، تعاملت مع العالم..
فلم تخرج من حرب إلا وتدخل في حرب اخرى ، وغزت الشعوب واحتلت الدول، ووقفت الى جانب الكيان الإسرائيلي الاجرامي العنصري ، ومدت يدها الى خيرات شعوب العالم، ونهبتها، وفي حال اراد شعب من الشعوب ان يدافع عن خياراته وثرواته ضد الجشع الامريكي، يتعرض لشتى انواع المظالم ، من حروب وعدوان وحصار واتهامات وضغوط ، كما هو حال الشعب الايراني اليوم.
هذه الخلفية التاريخية، هي التي تحول دون احترام أمريكا، لأي قانون أو ميثاق او معاهدة دولية، كما هو ميثاق الأمم المتحدة، ولن يمنع أمريكا من افتراس ميثاق الامم المتحدة، واي ميثاق دولي آخر، سوى إتحاد الدول الاخرى، وخاصة تلك التي اكتوت بنيران العدوانية الأمريكية، وجشعها وطمعها وهيمنتها وغطرستها، مثل ايران وروسيا والصين وباقي الدول الاخرى..
وما تحرك هذه الدول الأخير في الأمم المتحدة، الا الخطوة الأولى على طريق وقف عملية الافتراس الأمريكي للقانون الدولي والتعددية وميثاق الأمم المتحدة، وحق الشعوب في الحرية وتقرير المصير، والدفاع عن مصالحها المشروعة وثرواتها، بعيداً عن البلطجة والتهديد وثقافة الكابوي.
المصدر: العالم