قراءة وتساؤلات في تداعيات تقارب المملكة مع تركيا على المشهد اليمني..!
بقلم/ سامي عطا
بقلم/ سامي عطا
صحيح أن الموقف العدائي من الإخوان هو موقف يتبناه تحالف المملكة والإمارات، ولكن لكل طرف في هذا التحالف منطلقاته، ففي حين تنطلق المملكة من رفضها القبول بخطة أوباما والحزب الديمقراطي بإعادة بناء المنطقة جيو سياسياً ضمن خطة إعادة بناء النظام العالمي، حيث بدأ الشروع في تنفيذها على إثر الربيع العربي..
وقضت خطة الإدارة الأمريكية حينها تسليم العالم السني إلى حركة الإخوان تحت قيادة تركيا، وتسليم العالم الشيعي تحت قيادة إيران، وهو ما أثار حفيظة المملكة، وذلك من حيث أنها ترى نفسها قائدة العالم السني، لما لها من مكانة بحكم وجود المشاعر المقدسة فيها ممثلة بمكة والمدينة، فضلاً عن جذور الصراع التاريخي بين المملكة وتركيا التي تعود إلى مرحلة نشأة المملكة.
بينما يُعتبر صراع الإمارات مع الإخوان وتركيا ذو طابع اقتصادي بحت، إذ بات تسليم السلطة في غير بلد عربي إلى الإخوان يهدد مصالح الإمارات اقتصادياً، حيث أصبحت اسطنبول قبلة لرؤوس أموال واستثمارات الإخوان، كما أن سيطرت حركة الإخوان على أنظمة الحكم في البلاد العربية التي شهدت الربيع العربي يعني في محصلته دوران اقتصاد تلك البلدان في فلك تركيا..
وهذا التحوّل يعني خسارة وأفول الاقتصاد الإماراتي في نهاية المطاف، لذلك، فإن التقارب السعودي التركي الأخير، لا يعني في محصلته سوى تباعد سعودي إماراتي.
لقد كان واضحاً منذ البداية، أن تصدّر الإمارات في تحالف العدوان على اليمن، جاء محمولٌ بأهدافها الآنفة الذكر، أبرزها الحيلولة دون استئثار الإخوان على مقاليد السلطة بعد أن صار علي صالح هو الأكثر قرباً منها، بحكم المصالح بينهما خارج شرعية هادي..
كما أن سلوكها أثناء الحرب أكد أنها تسعى إلى خلق سلطة موازية لسلطة الإخوان، وإعادة خلق وإنتاج جناحها في سلطة 7/7 الذي إنهار بفعل ثورة فبراير 2011م، لتستكمل به إجهاض مشروع تسلّم الإخوان السلطة في اليمن والاستئثار بها، الذي يُعد امتداداً لإجهاض سلطة الإخوان في مصر وسوريا وليبيا.
يمكن القول إن دخول الإمارات في هذا التحالف يصب في أولويته حماية مصالحها المهددة من قبل الإخوان، أما عدائها لـ”أنصار الله” وإيران فلم يكن إلا شمّاعة للمشاركة في التحالف فحسب، لأن مصالحها الاقتصادية مع إيران أوضح دليل على ذلك، فقد استفادت الإمارات من حصار إيران، كما استفادت من العقوبات الاقتصادية عليها، إذ صار إقتصاد الإمارات الرئة التي يتنفس منها الاقتصاد الإيراني. بدورها، تمكنت إيران من خلاله بالتحايل على العقوبات، وهو ما كوّن بينهما منافع اقتصادية مشتركة.
لذلك فإن مشهد بهذا الوضوح يطرح سؤال، وتتناسل منه عدداً من تساؤلات مرتبطة به، يمكن إيجازها بالتالي:
أولاً: هل سيفضي ذلك التقارب السعودي التركي، بأن تقترب الإمارات أكثر، ومن ورائها المجلس الانتقالي، من “أنصار الله”؟
ثانياً: ماهي الآثار المترتبة على المجلس الانتقالي بفعل موقفه الجديد، جماهيرياً، وذلك بعد حملة العداء والقدح والردح ضد الحوثيين وإيران؟
ثالثاً: كيف سيبرر المجلس الانتقالي مواقفه الجديدة والتي تتعارض مع مواقفه السابقة التي لم تنقضي ظروفها وملابساتها؟
رابعاً: ماهي آثار ونتائج تبدّل موقف المجلس الانتقالي على تماسكه، وخصوصاً الجناح الديني فيه “الجماعات السلفية” التي قاتلت مدفوعة بخطابها الديني والمذهبي؟