عندما يستنجد نتنياهو بجثة كوهين لدعمه بالإنتخابات..!
أبين اليوم – أخبار دولية
لا أهمية للحقيقة في قاموس السياسيين في الكيان الإسرائيلي، ولا أهمية للصدق عندما يتعلق الأمر بتكوين صورة خارقة مخادعة للكيان وقادته، هذا ما تثبته الوقائع، وهذا ما تحاول أجهزة الإستخبارات في الكيان ترسيخه في أذهان البعض.
إن الصورة الوهمية المغايرة للواقع، والتي يسعى قادة الكيان ترويجها، تركز على قدرة هذا الكيان غير الحقيقية، حيث زعمت قناة i24NEWS الإسرائيلية، أن نتنياهو، في مقابلة مع القناة، قال أن “عمليات البحث عن رفات كوهين في سوريا جارية بالفعل هذه الأيام”.
وأشارت القناة إلى وجود خلاف بين سوريا وروسيا حول الثمن الذي على الكيان الإسرائيلي دفعه مقابل كل معلومة إضافية تتعلق بالجاسوس الإسرائيلي، بحسب زعمهم، وفي وقت لاحق نقل المراسل السياسي لموقع “والا” العبري باراك رافيد نفي مكتب رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، نقل سوريا أغراض شخصية لكوهين قائلاً إن هذا النبأ “غير صحيح”.
إن هذه الأنباء لا تتعدى كونها، عرض مسرحي جديد يؤديه رئيس حكومة الكيان الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بعد عروض التطبيع السمجة التي مثلها نتياهو قبل أشهر، مع عدد من الدول العربية، لا سيما مع إعلان نتياهو عن زيارته لبعض دول الخليج الفارسي، ضمن جولة سريعة، بالتزامن مع إقتراب موعد الإنتخابات في الكيان الحاسمة لمستقبله السياسي والجنائي، ما دفع نتنياهو الى إستدعاء كوهين من قبره، لمساندته انتخابياً، كون الموقف الإنتخابي والقانوني المتداعي لرئيس وزراء العدو، ليس موضع شك، ولكن وجود اي مساعٍ حقيقية لدى الطرف الروسي للتوسط في إنجاز صفقة تبادل جديدة تبقى موضع شك.
الأحداث السابقة تؤكد أن التوظيف الإعلامي المخادع لعملية التبادل الأخيرة، في إطار الحرب النفسية ضد الشعب السوري، وهو أمر يمكن ان يتكرر ويستمر، وباعتبار أن المآرب لحكومة نتنياهو واضحة، داخلياً وخارجياً، من وراء مثل هذه التصريحات، فذلك يدفع أي مراقب بأن يفترض الكذب الإسرائيلي حتى يثبت العكس، وكذبة لقاحات كورونا التي ادخلتها التسريبات الإسرائيلية المدروسة سلفاً، تؤكد ان العدو يستغل أي فرصة ليمارس عبرها التأثير السايكولوجي داخلاً وخارجاً على الاعلام والرأي العام.
وبالتالي فهذا يدفعنا إلى الاستنتاج بأن تأكيد إحتمال وجود صفقة تبادل جديدة من عدمه، منوط بتصريح الروسي الذي قد يدخل في العملية كوسيط، او المصدر الرسمي السوري، اما ما دون ذلك فلا قيمة لاي كلام ينشر عبر الاعلام في الكيان الاسرائيلي.
نعم يجب أن لا ننسى هنا أن نتنياهو يواجه في الداخل سيف السجن المصلت على مستقبله السياسي، فضلاً عن تداعي مؤشراته الانتخابية ضمن الانتخابات القادمة، وهو، بيد أخرى، يواجه احتمالات تراجع الولايات المتحدة عن تماهيها الكامل مع الموقف الاسرائيلي تجاه الملف النووي الايراني، وحل الصراع الفلسطيني -“الاسرائيلي”، فضلاً عن تراجع حلفائه على مستوى المنطقة، لا سيما بعد التطورات الهامة التي تستجد على الساحة اليمنية، كل ذلك يجعل نتنياهو باحثاً بإلحاح عن عوامل تعويم سياسي، حتى وان كانت باهتة او آنية.
لم تكن هذه المرة الأولى التي يحاول فيها نتنياهو، الحصول على أي معلومات عن جثة كوهين، فخلال الحرب المفروضة على سوريا، كان هناك تعاون بين الكيان والمجموعات المسلحة، وبالذات في ملف الجاسوس كوهين، ظهرت أولى هذه المعلومات عبر موقع “أن ار جي” الاخباري العبري، الذي نشر مشاهد اعدام الجاسوس الإسرائيلي، والتي اكد انها وصلته عبر المجموعات المسلحة، كما اكد رئيس مركز صفدي للدبلوماسية الدولية، منذر صفدي المعروف باسم مندي، إن “هناك جهوداً تبذل من خلال الاتصالات مع المعارضة السورية، لتحصيل معلومات جديدة عن قضية ايلي كوهين، وعن مكان دفنه بعد عملية إعدامه”.
منذر صفدي، الذي يعد في تل أبيب رجل الاتصال بالمعارضة السورية، وأيضاً مستشاراً سابقاً لنائب الوزير الإسرائيلي للتعاون الاقليمي أيوب قرا، الذي لا يخفي بدوره اتصالاته المتكررة مع المجموعات المسلحة، الذي كشف ان المجموعات المسلحة تدرك أهمية هذه القضية بالنسبة للكيان الاسرائيلي، وكل ما يأتي منها ينقل إلى تل أبيب.
ومع إطباق الجيش السوري سياسياً وعسكرياً على وتدي الإرهاب، ذهب نتنياهو ليضع على طاولة الرهان، أوراق مقامرة جديدة يحاول من خلالها التأثير في الرأي العام، على حساب قضايا مركزية ومهمة، وهي قضية الاسرى، وهي قضية مفصلية عند أركان محور المقاومة وسوريا، ليبقى بنيامين نتنياهو، متواري خلف فشله، وتبقى حربه مع باقي أركان الإرهاب الصهيوني على أبواب الانتخابات، هي الفاصل في مصيره الذي انتهى إليه سابقاً، ايهود أولمرت، ولن تنفعه هذه المسرحيات، وحتى العزف على هذا الوتر.
المصدر: العالم