مالذي حملته عملية “توازن الردع السادسة“ وما تأثيرها على مسار الحرب على اليمن.. “تقرير“..!
أبين اليوم – تقارير
اوسمت صنعاء عمليتها الأخيرة والتي استهدفت عصب الاقتصادي السعودي كما تقول وزارة الدفاع السعودية، بـ”مرحلة توازن الردع السادسة” ، مع أن جميع الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية هي ذاتها المستخدمة في عمليات الردع الخامسة والرابعة مع فارق من حيث الكم والمسافة فمالذي حملته العملية الجديدة وأهدافها وتوقيتها وتداعياتها..؟
العملية تعد الأكبر من حيث كم الطائرات والصواريخ المشاركة في العملية وقد وصلت وفق ما قاله المتحدث الرسمي لقوات صنعاء إلى 14 طائرة مسيرة معظمها من النسخ المطورة “صماد 3” و4 من المنظومة التقليدية “قاصف كي تو” إلى جانب 8 صواريخ بالستية بينها “ذو الفقار” المعروف بدقة إصابته إلى جانب بدر.
تعد هذه العملية الأكبر حتى الآن ومنذ تدشين صنعاء لعمليات توازن الردع في العام 2018، كما تعد مقاربة من حيث النتيجة الإقتصادية تماماً لعملية توازن الردع الرابعة التي كشفت صنعاء عنها في أغسطس من العام 2019، واستهدفت منشآت إستراتيجية لأرامكو في البقيق وهجرة خريص، مع فارق من حيث عدد الطائرات والصواريخ المستخدمة في الهجومين.
أما من الناحية الإستراتيجية، فيعد الهجوم الجديد الذي طال موانئ السعودية في رأس تنورة والظهران الأطول من نوعه حيث قطعت الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة ما يقارب 1800 كيلومتر من اليمن لتصيب أهدافها وهو ما يشير إلى أن صنعاء استطاعت خلال الفترة الأخيرة تطوير منظوماتها الدفاعية وبما يصل إلى أبعد مدى في العمق السعودي وهذا لا يحمل مؤشرات إيجابية للسعودية التي تغرق يومياً في مستنقع الحرب على اليمن التي تقودها منذ مارس من العام 2015.
من حيث التوقيت، يعد الهجوم رداً على العملية التي أطلقها التحالف خلال الساعات القليلة الماضية وشن خلالها غارات على العاصمة صنعاء ومدن أخرى، وهي رسالة بأن صنعاء جاهزة للرد على أية محاولة للتصعيد ولديها وسائل مؤلمة لمواجهة أي عدوان.
حتى الآن لا يبدو من خطط صنعاء بأن هجماتها الجوية والتي تعتبرها كما يقول المتحدث بإسم قواتها العميد يحي سريع بأنها رد طبيعي على ما يصفه بـ”العدوان والحصار” ذات هدف تدميري صرف وهذا بتوصيف وسائل اعلام غربية، بقدر ما تحمل رسائل للسعودية تحاول من خلالها صنعاء رفع الغشاوة على أعين النظام هناك ليرى المتغيرات الجديدة على أرض الواقع وقد يرسم لمرحلة جديدة تقوم فيها علاقة اليمن بالسعودية على حسن الجوار والاحترام المتبادل ويرفع الوصاية السعودية عن هذا البلد الغني بثرواته والذي تعمدت السعودية تجويع اهله خلال العقود الخمسة الماضية.
ما يهم الآن، أن العملية الجديدة جاءت في وقت حساس تتعرض فيه السعودية لضغوط عدة سواء عسكرياً أم سياسياً، فعلى الصعيد العسكري تتزامن العملية مع التقدم المتسارع لقوات صنعاء في مأرب والذي تسعى من خلاله لإعلان العام عام الانتصار كتتويج لـ7 سنوات من الصمود.
أما من الناحية السياسية فقد يغير الهجوم الجديد مجريات الحراك السياسي الذي تشهده الاروقة السياسية بشأن اليمن والذي تقوده أطراف دولية كالولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وقبلها بريطانيا لوقف الحرب على اليمن والدفع بمرحلة سياسية شاملة لإنهاء معاناة ملايين المواطنين في هذا البلد وقد ترجح العملية الأخيرة التي وضعت السعودية بموضع ضعف من كفة صنعاء خلال اية جولة مرتقبة يتم الإعداد لها خلال الفترة القادمة.
البوابة الإخبارية اليمنية