مستقبل اليمن.. الإمارات والسعودية بعد سقوط مأرب..!
أبين اليوم – إستطلاع
الخبر:
على أعتاب الإقتراب من ساعة الصفر لاستعادة السيطرة على مأرب ، تصاعدت وتيرة المحاولات الأمريكية بشكل لافت على صعيدي التهديد والتودد للحيلولة دون تحقق هذا الأمر المثير .
الإعراب:
– في حين ادعت وكالة رويترز ان ممثلين من امريكا وحركة أنصار الله اليمنية يجريان مفاوضات في عمان ، لم تبدر اي مؤشرات ولم تسمع أي أصوات من جهة أنصار الله سوى الإصرار على حسم مسألة مأرب في ساحات القتال.
– أمريكا أدرجت أمس شخصيتين هما منصور السعدي واحمد الحمزي في قائمة عقوباتها المزعومة بذريعة أنهما قادة القوتين البحرية والجوية التابعة لحركة أنصار الله. هذا في حين الإدارة الأمريكية الجديدة ومنذ الايام الاولى لتوليها زمام الأمور بادرت إلى شطب اسم حركة أنصار الله من قائمة الإرهاب الأمريكية وهو الإجراء الذي قام به ترامب خلال الأيام الأخيرة من فترة حكمه.
مفهوم هذا التودد والتهديد يعني أن أمريكا تشعر بالقلق حيال تفويت فرصتها الدبلوماسية لاقناع أنصار الله بالتراجع عن تحرير مأرب والحوار حول مستقبل اليمن من جهة ، وبأنها غير واثقة مئة بالمئة حيال نجاح هذا التوجه الدبلوماسي من جهة اخرى ، ولذلك نرى بأنها تشطب إسم أنصار الله من قائمة العقوبات من جهة وتدرج أسماء جيدة تحت عنوان قادة أنصار الله العسكريين في قائمة العقوبات من جهة أخرى.
– بمنأى عن أمريكا والسعودية اللتان تشعران بقلق كبير حيال سقوط مأرب وتفضلان بأن تجلسان مع حركة أنصار الله حول طاولة المفاوضات قبل تحقق هذا الأمر ، نرى ان انصار الله مصرة على تحرير مأرب والاستيلاء عليها لكي تكون لها اليد العليا في اي مفاوضات مرتقبة قد تخوضها.
في الواقع إن سقوط مأرب سيعني بأنه لا دور للسعودية والرئيس اليمني الفار عبد ربه منصور هادي على الساحة اليمنية. وفي هذا البين يبدو ان الإمارات تشعر بفراغ اكبر حيال المستقبل في ضوء الأزمة التي تسود اليمن حالياً.
سبب هذا الارتياح يعود قبل كل شيء الى ممثلي الإمارات او بالاحرى مرتزقتها في جنوب اليمن. الممثلون ( المجلس الانتقالي الجنوبي ) الذين يجلسون متربصين في ظل الوضع المستقر في الجنوب ، بعيداً عن النزاع في مأرب بانتظار المستقبل ليشاهدوا السعودية مهزومة ذليلة تجر اذيال الخيبة وهي تخرج من اليمن ، ليجلسوا بعد ذلك خلف طاولة المفاوضات مع الجانب المنتصر في حرب الشمال اي حركة أنصار الله .
– هناك عدة أمور تثير قلق السعودية وأمريكا خلال هذه الأيام فيما يخص مصير مأرب وبالتبع مصير الحرب في اليمن ، أولاً ان على امريكا والسعودية ان يرضخا من الآن فصاعدا لواقع وجود نظام جديد من الحكم الاسلامي السياسي الى جانب الفكر الوهابي تحت أنف المملكة.
ثانياً.. ان على السعودية الاعتراف بوجود واقع جديد تحت عنوان أنصار الله خلف الحدود المحادية لها.
ثالثاً.. يجب ان تشعر بقلق كبير حيال انتشار الأفكار التحررية والمستقلة في افريقيا وكذلك الشرق الأوسط اكثر من ذي قبل.
رابعاً.. يجب ان تعترف بسيطرة قوة وواقع جديد تحت عنوان أنصار الله على المياه الدولية مثل باب المندب والمياه الدولية المحيطة باليمن.
وأخيراً.. وليس آخراً تذعن وتعترف رسمياً بعدم جدوائية وعبثية عدوانها الذي فرضته على شعب اعزل لا يملك أدنى مقومات الحرب والمعدات على مدى ثماني سنوات.
ختاماً.. ينبغي القول، هل ستتمكن السعودية بعد سقوط مأرب ، الإدعاء بأنها زعيمة العالم الاسلامي؟ وهل ستكون نظرة أمريكا اليها بعد سقوط مأرب كما كانت قبلها باعتبارها شريك استراتيجي مقتدر يمكن الوثوق به ؟ هذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة.
المصدر: العالم