السعودية تطالب قوات هادي بدماء ضحايا “تداوين“..“تقرير“..!
المعطيات الكثيرة التي تفرزها الأحداث اليومية بين أطراف الصراع الداخلي الذي تغذيه السعودية والإمارات، والمعارك في مختلف الجبهات التي تشارك فيها بشكل رئيس قوات التحالف، وعمليات القصف التي تنفذها طائرات التحالف مستهدفةً المدنيين والمنشآت والبنى التحتية..
236
Share
تقرير/ إبراهيم القانص:
المعطيات الكثيرة التي تفرزها الأحداث اليومية بين أطراف الصراع الداخلي الذي تغذيه السعودية والإمارات، والمعارك في مختلف الجبهات التي تشارك فيها بشكل رئيس قوات التحالف، وعمليات القصف التي تنفذها طائرات التحالف مستهدفةً المدنيين والمنشآت والبنى التحتية..
جميعها تؤدي في النهاية إلى نتيجة واحدة، هي أن اليمن الأرض، واليمن الإنسان، هي الهدف من كل ذلك القتل العبثي والتدمير الممنهج لمقدرات البلاد وثرواتها والسيطرة على مواقعها الاستراتيجية، سواء بطائرات التحالف وترسانته العسكرية أو بأيدي اليمنيين أنفسهم الموالين للتحالف والمنضوين في صفوفه.
استطاعت السعودية شراء ولاءات قبلية وعسكرية في المناطق اليمنية التي يفترض أنها تحت سيطرة الشرعية، لكن ذلك لم يعد سوى شعار تضليلي، فلم يعد للشرعية أي قرار، وأصبحت إدارة شئون تلك المناطق بيد السعودية فقط في أكبر عملية تفريط بالسيادة على مدى تاريخ اليمن..
الأمر الذي انعكس على ممارسات الرياض بحق أتباعها على مستوى القيادات السياسية التابعة لحكومة هادي، والتي تقيم إجبارياً في فنادق المملكة وتُمنع بشكل مهين من العودة إلى اليمن، أو على مستوى القيادات العسكرية والأفراد المقاتلين تحت لواء التحالف، والذين شكلتهم السعودية في ألوية وتشكيلات على حدودها الجنوبية للدفاع عنها نيابة عن جيشها المرفّه، أو للقتال في جبهات تدير الإمارات معاركها في الساحل الغربي والمحافظات الجنوبية.
ويرى مراقبون أن السعودية أصبحت تنطلق في سياساتها العدائية ضد اليمن واليمنيين معتمدة على الولاءات القبلية والسياسية والعسكرية التي ضخت أموالاً طائلة من أجل الحصول عليها، لكنها تظل تمارس أساليب الإهانة والاستخفاف بأتباعها كما لو كانوا عبيداً لها، ومن نماذج تلك الأساليب ما حدث مؤخراً بعد استهداف الحوثيين غرفة عمليات التحالف في معسكر تداوين بمحافظة مأرب.. والتي سقط فيها 15 ضابطاً وصفاً وجندياً من القوات السعودية بين قتيل وجريح، فبعد تلك العملية اعتقلت القوات السعودية عدداً من الضباط اليمنيين الموالين لها واقتادتهم إلى سجن في معسكر تابع لها في منطقة شرورة للتحقيق في مقتل الضباط السعوديين، محملة إياهم دماء الضحايا، وقد لاحقتهم قوة خاصة داهمت المنازل والفنادق التي يتواجدون فيها بمحافظة مأرب..
في صورة تعكس مدى الإذلال الذي يتعرض له الموالون للسعودية، الأمر الذي يعده المراقبون رسالة مفادها أن دماء الضباط السعوديين أغلى من دماء اليمنيين الذين يقتلون كل يوم وهم يخوضون معارك الدفاع عن حدود المملكة أو معارك تحقيق الأحلام وتنفيذ الأجندات السعودية.
تتعمد السعودية والإمارات ممارسة أساليب الإهانة والتعسفات الظالمة بحق المجندين اليمنيين الذين تخوضان بهما معاركهما في اليمن، فالمجندون للدفاع عن حدود السعودية مثلاً أصبحوا لدى المملكة أرخص من أن تدفع لهم رواتبهم التي وعدتهم بها، وحين يطالبون بصرفها أو يحتجون يتعرضون لإطلاق النار من بنادق أفراد وضباط الجيش السعودي، ويتعرض المئات منهم للاعتقال والسجن والتعذيب..
وخلال الأيام الماضية استطاع عدد من المجندين اليمنيين الفرار من مواقعهم الحدودية آملين العودة إلى بلادهم بعدما أدركوا أن المملكة تستغلهم للدفاع عن حدودها بدون حتى أن تصرف رواتبهم، لكنهم لم يتمكنوا من العودة فإخوانهم من أذناب السعودية كانوا لهم بالمرصاد.
فوجئ المجندون العائدون من الحدود السعودية، وتحديداً من لواء المغاوير المتمركز على الحد الجنوبي للمملكة، بحملة اعتقالات واسعة في منفذ الوديعة تترصد كل من قرر العودة إلى اليمن وترك مهمة الدفاع عن حدود السعودية لجيشها المفترض، حيث كلفت القوات السعودية فرقة موالية لها بتلك المهمة، وهي القوات التي يقودها هاشم الأحمر، المنتمي إلى أكثر العائلات اليمنية ارتباطاً بالسعودية ووفاءً لها بتحقيق ما تتمنى ولو كان ثمن ذلك دماء وكرامة أبناء بلاده وسيادة أرضه.