التحالف يكافئ المحافظات الجنوبية بتعميق الفوضى والإنهيار المعيشي.. “تقرير“..!
أبين اليوم – تقارير
تقرير/ إبراهيم القانص:
يبدو أن من سلموا رقابهم للتحالف في المحافظات اليمنية الجنوبية والشرقية أدركوا، في وقت متأخر جداً، أن حياتهم انسلت من بين أيديهم وتحولت إلى فوضى وخراب ما كانوا مضطرين أن يكونوا أحد أسبابه بتصديقهم أجنبياً طامعاً في بلادهم وخيراتها، وحوّلهم بدون أن يشعروا إلى أدوات لهدم البلاد وقتل بعضهم بعضاً.
وهم ينتظرون الأوهام التي باعهم إياها التحالف في بداية دخوله مناطقهم وتحكمه في إدارة شئونها حتى أصبح كل شيء تحت سلطته وفي قبضته، بما فيها مستقبلهم الذي وضعه في فضاء مجهول لم يعودوا قادرين على تحديد أيٍّ من جهاته، ومجرد مقارنة واقعهم المعيشي بما سمعوه من وعود التحالف كفيل بأن يدركوا حجم ما خسروه ومدى تضليل التحالف لهم، فما يتحقق على الأرض هو فقط مصالح التحالف ومتنفذيه، أما ما كانوا يظنون أنه لهم وفي مصلحتهم فقد ذهب أدراج الرياح.
سياسيون جنوبيون اعترفوا بأن التحالف تمكن من تركيع أبناء المحافظات الجنوبية، بتحويلهم إلى أدوات تابعة له ومسخَّرة لتحقيق أهدافه ومصالحه، بتواطؤ ومشاركة طرفي النزاع في تلك المحافظات، هما المجلس الانتقالي الجنوبي، الموالي للإمارات، والشرعية الموالية للسعودية، مؤكدين أن الفوضى الأمنية ونهب الأراضي وانهيار الخدمات وانقطاع الرواتب وارتفاع الأسعار كانت جميعها صنيعة التحالف ولأغراض في نفسه تتواءم مع مصالحه.
ومنذ بدأت تدخلات التحالف العسكرية في اليمن، يحسب للحوثيين أنهم وضعوا أبناء المحافظات الجنوبية في صورة ما سيحدث، وبنظرة بعيدة استقرأت نوايا التحالف وكشفت مبكراً حقيقة ما يخبئه خلف شعاراته ووعوده الزائفة، وبطريقة أدهشت الجميع، إلا أن سياسيي وأبناء تلك المحافظات فضلوا الانجرار خلف وعود التحالف، ولم يفكروا في حقيقة أهدافه وأطماعه، حتى وجدوا أنفسهم مسلوبي القرار ومجهولي المستقبل..
بينما أثبت الحوثيون صوابية قراءتهم الاستباقية لنوايا التحالف باتخاذهم قرار مواجهته والتصدي لمشاريعه التي طفت على المشهد اليمني كأمر واقع يدفع الآن ثمنه باهظاً أكثر من غيرهم أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية الذين فتحوا أرضهم وقلوبهم للتحالف واكتشفوا متأخرين أن كل ذلك لم يكن سوى وهمٍ وخديعة وقعوا فيها بمحض إرادتهم وتواطؤ قادتهم في الشرعية والانتقالي.
ولم تتوقف مشاريع التحالف عند حدود ترك أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية في أسوأ كارثة معيشية وأمنية، بل استكمل خططه وأهدافه بنشر قواته في مختلف المواقع الاستراتيجية من موانئ وجزر ومنافذ برية وسواحل ومدن، إضافة إلى استنزاف الثروة البشرية في تلك المحافظات حيث عمد إلى الزج بالآلاف من شبابها في معارك عبثية على حدود السعودية لحمايتها نيابة عن جيشها المفترض، وفي جبهات الساحل الغربي..
وها هم الآن يزجون بأبناء الجنوب إلى محارق الموت في جبهات مأرب، مواصلةً للقضاء على الكادر البشري، بل إنهم رفضوا حتى تسليم جثث المقاتلين الجنوبيين لذويهم، في أبشع صور الاستخفاف والاستنزاف.
البوابة الإخبارية اليمنية