بايدن وضريبة السير على نهج المعتوه ترامب..!
أبين اليوم – الأخبار الدولية
يبدو أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، مازال متردداً في إتخاذ موقف واضح من إعادة بلاده إلى الإتفاق النووي، فهو من جانب يرسل إشارات تؤكد رغبته بالعودة إلى الإتفاق السابق كما هو، وفي ذات الوقت، يرسل إشارات أخرى، يرفض من خلالها الإتفاق بصيغته المعروفة، ويدعو إلى التفاوض حول إتفاق جديد يشمل البرنامج الصاروخي الإيراني ودور إيران في المنطقة.
تذبذب بايدن يعود إلى الخطأ الفادح الذي ارتكبه سلفه دونالد ترامب بالانسحاب من الإتفاق النووي، وفشله في تركيع إيران عبر إستخدام سياسة الضغوط القصوى. ويعود أيضاً الى إعتقاده إن بالامكان، الحصول على تنازلات من ايران، اتكالاً على تلك الضغوط، ولكن بعد استقطاب الموقف الأوروبي إلى جانب أمريكا، وهو موقف، كما يعتقد بايدن، قد ضحى به ترامب، بسبب سياسته الاستفزازية.
تجربة ترامب الفاشلة تشجع وتدفع بايدن نحو العودة إلى الإتفاق النووي، بينما اعتقاده بامكانية استغلال الحظر عبر التعاون مع أوروبا ، يدفعه إلى التفكير بالحصول على تنازلات من ايران والتوصل إلى إتفاق أشمل من الإتفاق الحالي.
من مظاهر التذبذب في مواقف إدارة بايدن، كان البيان المشترك الذي صدر عن اجتماع وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وأمريكا، حيث أعرب الوزراء، عما وصفوه بـ”قلقهم من تحركات إيران الأخيرة لإنتاج اليورانيوم المخصب بدرجة نقاء تصل إلى 20 بالمائة”، وحثوا ايران على “عدم إتخاذ أي إجراءات أخرى لا سيما تعليق البروتوكول الإضافي وتقليص أنشطة التفتيش”.
اللافت في البيان الرباعي، انه لم يشر لا من قريب ولا من بعيد، إلى السبب الذي دعا ايران إلى تقليص التزاماتها بالاتفاق النووي، وهو الإنسحاب الأمريكي من الإتفاق، وكذلك الانتهاك الأوروبي الصارخ لبنود الاتفاق، بعد ان رفضت الدول الأوروبية الالتزام بما تعهدت به في الإتفاق.
اي ان أمريكا والترويكا الأوروبية، وبدلاً من معالجتهم العلة، وهي إنسحاب أمريكا، التي كانت السبب في ظهور المعلول، وهو تقليص ايران التزاماتها، تركوا العلة وظلوا يدورون حول المعلول، وبطريقة تنم عن تغابي فاضح ، من اجل التوصل إلى حل للأزمة..!.
اما آخر مظاهر تذبذب بايدن، إزاء قضية عودة بلاده إلى الإتفاق النووي، كانت كلمته امام مؤتمر ميونخ للامن ، حيث قال إن إدارته مستعدة للانخراط مجدداً مع شركاء دوليين بشأن برنامج إيران النووي. وهو ما رأى فيه البعض تأكيداً جديداً من بايدن على رغبته بالعودة إلى الإتفاق النووي.
من الواضح ، أن بايدن بحاجة إلى كمية ضخمة من الغباء، ليواصل النهج الفاشل للمعتوه ترامب مع ايران. وبحاجة إلى كميات أكبر من الغباء، ليعتقد أن بامكانه ان يحصل على ما لم يحصل عليه ترامب من ايران، عبر كسب الموقف الأوروبي.
ان تعويل بايدن على الموقف الأوروبي، في غير محله، فهذا الموقف، لم ولن يؤثر على الموقف الايراني، لسبب بسيط وهو، ان اوروبا لم تقف إلى جانب إيران في عهد ترامب، حتى تخشى من فقدان هذا الموقف في عهد بايدن، فاوروبا كانت ومازالت تابع لامريكا، لانها لا تمتلك المقومات التي يمكن ان تجعل منها لاعباً دولياً مستقلاً، فأوروبا كانت إلى جانب أمريكا ترامب ، وهي اليوم إلى جانب امريكا بايدن، ولم ولن تكون يوماً إلى جانب ايران.
ليس هناك وقت طويل لينهي بايدن حالة التذبذب والضبابية التي يعيشها إزاء موقفه من عودة بلاده إلى الإتفاق النووي، فهذا الموقف سيتضح وبشكل لا لبس فيه، بعد ان تزيح ايران من أمام عينيه الضباب، عبر وقفها التنفيذ الطوعي للبروتوكول الإضافي وعمليات التفتيش التي تجري في إطار هذا البروتوكول، في 23 شباط /فبراير الجاري. عندها فقط سيعلم بايدن، حجم الكلفة التي يجب ان يدفعها، اذا ما واصل نهج المعتوه ترامب.
إيرانياً، لا تغير في موقف طهران، وهو موقف جاء واضحا وحازماً، على لسان قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي خامنئي، وهو: “ان من يحق له وضع الشروط لاستمرار الاتفاق النووي هو ايران.. وقد وضعنا هذا الشرط ولن يعدل عنه احد، وهو انهم إذا أرادوا ان تعود ايران الى تنفيذ التزاماتها النووية، فيجب ان تقوم أمريكا بإلغاء كل حالات الحظر؛
وذلك ليس فقط بالكلام وعلى الورق، بل عليها ان تلغي الحظر من الناحية العملية وأن نختبر مصداقية ذلك ونشعر أننا لمسنا إلغاء الحظر حقاً، عند ذاك سنعود إلى تنفيذ التزاماتنا بالاتفاق النووي، وهذه هي السياسة المؤكدة للجمهورية الاسلامية وقد أجمع عليها مسؤولو البلاد، ولن نتراجع عن هذه السياسة”
المصدر: العالم