قراءة في محطات المجلس العام !!! بقلم / سهيل سرور
ابين اليوم – بقلم / سهيل سرور بن ثوعار
قراءة في محطات المجلس العام لأبناء المهرة وسقطري :
▪️دواعي التأسيس.
▪️الفكرة .
▪️الرؤية .
▪️المأمول و الواقع.
▪️الانحراف .
▪️مشروعية التصحيح.
بينما كانت أحداث الثورة الشبابية اليمنية العظيمة تلتهب في معظم ربوع اليمن ، كانتا محافظتي المهرة وسقطرى هادئتين تماما ؛ فلم يكن لما يجري في الشمال ،أو الجنوب فيهما صدىً يذكر عدا الأخبار المتداولة ؛ حتى أن المراقب ليظن للوهلة الأولى أنهما ليستا من اليمن ، أو أن الشعبين يعيشان في قصور عالية ! والحقيقة أن ذلك مرده لأسباب كثيرة اجتماعية ، وسياسية وجغرافية أهمها : التهميش الذي طالهما لعقودٍ خاصة في مجال ممارسة الحقوق السياسية ؛ ما أحدث لهما عزلةً شبه تامة ؛ فغلب عليهما طابعهما البدوي المتمرد من تكوينه على قيْد المؤسسات والنُظم التي لم تُعره اهتماماً ،و لم يحتك هو فيها ؛فآثر جُل المجتمع الإنزواء عن الدولة الرسمية، ومؤسساتها المدنية ، والانصراف إلى شؤون حياته المعيشية البحتة التي لم توفر مقوماتها الدولة الرسمية .
وإذا ما نظرنا إلي طبيعة الممارسة السياسية المتاحة فِعْلياً في النظام الجمهوري اليمني علي مر مراحله ، وما كفلته الدساتير ظاهراً ، وجدنا ثمار الاستحقاقات ظلت حِكرا على مراكز الأحزاب التقليدية ، ومَنْ مثلها في المهرة وسقطرى أكتفى بوكالة الإعلان لها لسد فراغ المشاركة الصُّوَرية لتكلمة العدد ، وبالتالي لم يتأسس أيُّ عمل مدني حقيقي من واقع ممارسة فعلية ، (برغم الخبرات والتجارب التي حظت بها شخصيات مهرية مرموقة) فظل العمل الرسمي والمدني في دوائر بسيطة غير مؤثرة لا تعدو المحيط الضيق للأشخاص الذين تمكنوا من دخلول تلك الدواليب بشكل أو بآخر بحكم ما فرضه عليهم الواقع . وربما القصور ليس في الأشخاص أنفسهم ؛ فالمتاح هو انعكاس حالة فساد سياسي عام سُخر كله لتكريس وضع قائم لنظم شمولية لا يمكن الخروج عليها أو اختراقها . وساعد على استمرار ذلك العزوف العام عن الاشتغال بالسياسة ، لضيق مساحاتها، ولأنها باختصار لا تؤكل عيشا ؛ فكان النأيُ عنها نأيُ الجغرافيا نفسها عن مجريات الأحداث وصنع القرار ؛ زد على ذلك التغريب الممنهج ، والتجهيل المتعمد .
لهذا وجدنا أبناء المهرة وسقطرى متأخرين عن مواكبة بدايات الثورة ، وقد نظروا إليها بداية بشئ من الريبة ؛ فالتقلبات السياسية التي مرت عليهم من ٦٧م إلى ٢٠١١ م و على مر مراحلها المختلفة ، برغم ما حملت من شعارات ووعود بالتغيير، والإصلاح لم تُنْصفهم يوما ، بل ظلمتهم أيَّما ظلم ، ويبدو أن الذاكرة الجمعية محتفظة بتفاصيل كل شيء، والنفوس فيها ما فيها من الكمد والشك !
فرض الواقع نفسه على المحافظتين ، وما يجرى بدأ ينعكس عليهما تدريجيا (وإن تأخر قليلا وبصورة مختلفة) ! فمع مرور الوقت ، وتدحرج أحداث الثورة ، اقتحم صدى شعارات الثوار موانع الجغرافيا واجتازت فلوات الصحارى ليلهب المشاعر في كل مكان، والتي أيقظت ما في النفوس من تَوْق مكنون إلى الحرية ، و العدالة، والكرامة ، واستعادة الحقوق ؛ فما يمتلكونه من إرث وتاريخ ، وخصوصية هويةوثقافة ، ومظلوميات سجل ضخم تنوء بحمله الجبال ، وبالرغم من محاولات طيّه عمدا في الخمسين سنة الماضية ؛ إلا أنه عاد ماثلا بكل موقماته وتفاصيله من أول هبة ، ولكنه اصطدم بالواقع الهش للمنظومة السياسية والاجتماعية المحلية التي لم تتشكل لها معالم ، والأفق الخالي الذي لا تلوح فيه رؤية .. فكيف سيواكبون الأحداث المتسارعة ، وكيف سيلبون حجم التطلعات ؟!
هناك شخصيات عامة وشيوخ وكوادر على قدر المسؤولية ، غير أن البيئة السياسية والاجتماعية والرسمية لم تكن مواتية ولا مساعده لخلق توجه عام منظم يأخذ بزمام المبادرة بسرعة ؛ فحَدَثُ الثورة نفسه بتلك الطريقة الفجائية باغت الجميع ، ولم يكن أحد ليتصور ما يحدث حتى يستعد له .
وبينما الجميع في تلك الحالة من الترقب والحيرة : بين المتجاهل والغافل ،وبين المتفاعل والمواكب المتردد الذي لا يدري ماذا يفعل أو من أين يبدأ !! .. إذا بجمع من شيوخ، ووجهاء المهرة ( لا يتجاوز عددهم أصابع اليد) يرمون حجراً في البركة الراكدة لتحريك مياهها، والتي انكشفت على الفور عن بركان يغلي عزيمةً ورغبةً وهمةً للتغير والبذل ؛ فكان الأمر أشبه بجمر ملتهب وقد ذرأ عنه الرياح رماده .
هؤلاء هم :
-
الشيخ محسن علي ياسر
-
اللواء / أحمد المجيبي (قحطان)
-
الشيخ / سعد علي مخبال
-
الشيخ / علي سالم الحريزي
-
الشيخ / توكل سالم ياسين
-
الشيخ / سعيد محمد سعدان