بعد أن فقد عرّابه.. إبن سلمان يتحسس رأسه..!
أبين اليوم – الأخبار الدولية
رفع الحصار عن قطر، و”الاشادة” بوقف بيع الأسلحة الأمريكية للسعودية وبوقف دعم أمريكا العسكري للعدوان على اليمن!!، وإطلاق سراح المعارضين والأبرياء والنشطاء، ومن بينهم إبن أخ اية الله العلامة الشهيد نمر باقر النمر، والناشطة لجين الهذلول و.. كلها اثمان باهظة يدفعها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في مقابل شيء في غاية الخطورة، بات يلوح في افقه السياسي.
كل ما قيل عن الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة جو بايدن، وعن اهتمامها بحقوق الانسان، وسعي إبن سلمان لإرضاء سيد البيت الابيض الجديد، صاحب المشاعر الانسانية الجياشة، ليس سوى طرفة سمجة، فلا بايدن هجره النوم من أجل حقوق الإنسان في السعودية، ولا إبن سلمان أصابه الأرق من شدة حرصه على الاصلاحات ورفاه شعبه…
وكل ما هنالك هو ان سيد البيت الأبيض الجديد حانق على ابن سلمان، الذي وضع كل بيض المملكة في سلة منافسه ترامب، كما ان إبن سلمان بدأ يتحسس رأسه، بعد رحيل عرابه ترامب، فبدأ بتقديم القرابين لسيده الجديد عسى ان يخفف من غضبه.
مخاوف ابن سلمان من بايدن كانت في محلها، بعد ان أعلنت جين ساكي المتحدثة باسم البيت الأبيض يوم الجمعة إنه لا توجد خطط للاتصال بولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان حاليا.
وهي مخاوف اضيفت الى مخاوف تمثلت في مطالبة نواب كبار من الحزب الديمقراطي، مديرة المخابرات الوطنية الجديدة أفريل هاينز، برفع السرية عن تقرير بشأن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، الأمر الذي اعتبره ابن سلمان، اجراء الهدف منه توفير الارضية امام اجراء سيتخذ ضده من قبل ادارة بايدن.
يبدو أن مخاوف ابن سلمان حقيقية، فمصادر المعارضة السعودية بدأت تتحدث عن وجود مخطط يتم تداوله في أروقة البيت الأبيض، للاطاحة بإبن سلمان، دون ان يكون للمخطط تداعيات على المصالح الأمريكية وقواعدها العسكرية، أو على إستقرار المملكة.
هذا المخطط الامريكي، كما ترى المعارضة السعودية، يأخذ بعين الاعتبار مصالح امريكا في المنطقة، والتي بدا ابن سلمان يتهددها بسبب شخصيته المتقلبة وغير المتزنة، فإبن سلمان هدد قادة الكويت في آخر زيارة له بحصارهم كما حاصر قطر، وأشعل حرب اليمن، كما يواصل سياسة القتل والتنكيل ضد خصومه، واغلبهم عملوا مع الاستخبارات المركزية الامريكية.
المعارض السعودي سعد الفقيه، تحدث عن جانب من المخطط الأمريكي، وقال في البداية سيتم الضغط على ابن سلمان للإفراج عن أحمد بن عبد العزيز ومحمد بن نايف وباقي الأمراء من السجن، ومنحهم حصانة لعدم تعرض ابن سلمان لهم، وفي حال حدث ذلك فإن هؤلاء الأمراء سيزيحون ابن سلمان تلقائياً عن الحكم، في حال منحتهم الإدارة الامريكية الحصانة والحماية.
يبدو أن ما كشف عنه الفقيه لم يكن من نسج خياله، فإبن سلمان لم يجلس هكذا دون حراك لإفشال المخطط الأمريكي للإطاحة به، فقد قام بحركة استباقية، كشف عنها المعارض السعودي عبدالرحمن السحيمي ، تمثلت بحل هيئة البيعة التي اسسها الملك السابق عبدالله بن عبدالعزيز، وتشكيل هيئة مزيّفة بديلاً عنها تضم شيوخ القبائل ووجهاء المجتمع ممن هم تحت سيطرة ابن سلمان ، وذلك بهدف إعطاء ولي العهد شرعية مزيفة من شيوخ القبائل ووجهاء المجتمع.
ترى المعارضة السعودية ان سبب تهديد ابن سلمان بإصدار أمر ملكي يقضي بحل مجلس هيئة البيعة، يعود الى وجود تحركات مناهضة له من أعضاء في الهيئة، جاءت على خلفية التغيير الحاصل في امريكا، وتستهدف الاستفادة من اللغة المتشددة التي يتنباها بادين ضد ابن سلمان.
مهما كانت نتيجة العلاقة بين بايدن وابن سلمان، الا ان الفترة القادمة ستكون حرجة جدا بالنسبة للأخير، فإما ان يدفع ثمن سياسته الغبية في دعم ترامب والجمهوريين بشكل اعمى، على حساب بايدن والديمقراطيين، كتنحيته بطريقة تتقنها امريكا في تغيير بيادقها، واما ان عليه ان يسلم مفاتيح خزينة السعودية الى بايدن ويطبع بشكل مذل مع “اسرائيل”، وعندها سيفقد آل سعود مكانتهم ليس بين أبناء الشعب السعودي فحسب ، بل بين مسلمي العالم اجمع.
المصدر: العالم