أنا وصاحب الخضار..!
بقلم/ توفيق المحطوري
بينما كنت اتجول في بيت بوس لفت انتباهي ميكرفون صاحب الخضار سته كيلو طماط بألف.. أربعة كيلو بصل بألف، المهم دخلت في الحديث مع بائع الخضار فكانت المفاجئة في مستوى الوعي الذي يمتلكه والمنطق والحديث الذي يطرحه هذا الرجل مقارنة بما يطرحه بعض النخب والمثقفين والمسئولين..
أدركت حينها أن الوطن بخير فهناك من يسعى إلى أن يعطي ويمنح الوطن ويضحي من أجله وهدفه أن يرى وطنه وبلده قوي وعزيز وكريم يمتلك قراره السياسي وتتحق له السيادة الكاملة والمطلقة..
همه أن يرى بلده يتجه نحو البناء العسكري والاقتصادي.. نحو بناء مستقبل اليمن، بائع الخضار يتفهم سبب تردي الوضع المعيشي والاقتصادي للبلد ويدرك سبب إنقطاع المرتبات وبنظرة ثاقبة يقرأ مستقبل اليمن ويلمس الجهود المبذولة من القيادة على كل المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية ويعي المخاطر التي تواجه القيادة والبلد قائلاً:
في مجمل كلامه الآن لسنا بحاجة إلى الدولة لتصرف علينا وتنشغل بنا.. نريد منها أن تقوم بواجبها في مواجهة العدوان وبناء قوة ردع عسكرية يقف أمامها كل من يفكر أو يحدث نفسه بغزو اليمن لكي تتمكن من الإستقرار وبناء الإقتصاد.. وتمنى بائع الخضار أن يترك للقيادة الحالية المجال لتحقيق ذلك.
حينها تمنيت لو أننا جميعاً نمتلك هذا الوعي وهذه الوطنية وهذا الإدراك الذي يمتلكه بائع الخضار.. لا أخفي عليكم القول ذهبت وانا معجب به وسعيداً بوجوده ووجود أمثاله، مكتشفاً عيب نفسي وتقصيرها، داعياً الله ان ينصر المجاهدين في ساحات العزة والشرف وأن يحفظ اليمن وأهلها.