تتفاقم الأوضاع وتزداد مأساوية في المحافظات الجنوبية المحتلة فالاشتباكات المسلحة الدامية في ابين ( وادي سالم والطريه ) بين قطبي الصراع هناك ( حكومة الفنادق والانتقالي ) وسقوط المنات ما بين قتلى وجرحى من ابناء شعبنا في الجنوب ، ومرورا بالصراع المسلح في عدن وتحديدا في منطقتي خور مكسر والمنصورة ( الأسبوع الماضي ) بين ما تسمى بقوات الدعم والأسناد وبين القوات التي تتبع شلال شائع ( مدير الأمن السابق ) وصولا إلى ارتفاع صرف العملة الصعبة الذي أدى إلى ارتفاع اسعار المواد الغذائية بالإضافة الى انعدام الخدمات في كل الجوانب وأهمها الجانب الصحي الذي وصل إلى أدنى مستوياته والجانب الأمني الذي ما زال ضعيفة للغاية ونلاحظ ذلك من خلال عمليات الاغتيالات والاختطاف المستمرة حتى الان ناهيك عن ما يحصل في محافظتي المهرة وسقطرى من محاولات المحتلين الجدد في السعودية والامارات ) فرض أجندتهم ومخططاتهم التوسعية على تلك المحافظات ، كل تلك القضايا وغيرها ( الذي يعمل المحتلون الجدد من خلالها على ارباك المشهد السياسي والمجتمعي من خلال ضرب النسيج الاجتماعي والهاء المواطنين عن القضية الأساسية وهي مقاومة المحتل وتحرير الأرض ) أدت الى ازدياد السخط الشعبي ( في كل المحافظات الجنوبية المحتلة ) الذي تطور بعد ذلك من خلال تنامي الفكر المجتمعي الى صحوة شعبية بدأت تعتمل هناك، وبدأت القوى الثورية الوطنية على تنظيم صفوفها لغرض الوصول الى اصطفاف شعبي في إطار قيادة موحدة، وكانت المهرة السباقة في إحداث ذلك التغيير حيث استطاع مجلس الانقاذ الوطني اليمني الجنوبي ( بمشاركه فعاله من قبائل المهرة ) ردم الفجوة ( الذي احدثها المحتل ) والمتمثلة بضرورة تطور الفكر الوطني التحرري واستحقاقات انجاز الاستقلال الثاني ومن خلال التفاف المواطنين في هذه المحافظة الباسلة حول قيادة سياسة موحده تمتلك الروی السياسية الوطنية ، الأمر الذي ادى إلى توفر أرضية مناسبة لأحداث التغيير من خلال مقارعة المحتلين بكل السبل والإمكانيات المتاحة وصولا إلى الكفاح المسلح .
بعد هذه المقدمة المتواضعة لما يحصل في الداخل في المحافظات الجنوبية المحتلة ) علينا كقيادات سياسية جنوبية وخصوصا القيادات المتواجدة ضمن نطاق سيطرة المجلس السياسي الأعلى والجيش واللجان الشعبية الى مراجعة مواقفنا والعمل على دراسة الأوضاع المتسارعة في الجنوب وبالتالي رسم سياسة ممنهجة وموحدة لغرض الوصول الى الاصطفاف الوطني المطلوب والذي لن يتاتى الأمن خلال الإعداد المدروس لخطط وآليات عمل فاعله تعمل على تغيير الواقع النمطي الذي لا يتلاءم ومستوى الطموح المشروع لتحرير الأرض ، فللأسف ما زالت القيادات التنفيذية والتي تم تعيينها من قبل المجلس السياسي الأعلى ( وأقصد بالقيادات التنفيذية المتمثلة بمحافظي المحافظات الجنوبية ) اقول مازالت تلك القيادات غير قادرة على رسم تلك الخطط وآليات العمل المطلوبة لإحداث ذلك التغيير المنشود حيث تفتقر تلك القيادات حتى على ايجاد علاقة ترابطية بينهم وبين مواطني تلك المحافظات والمتواجدين في صنعاء وغيرها من النازحين والمهجرين قصريا بسبب العدوان والاحتلال حيث مازالت بعض تلك القيادات تحصر عملها في ( التنويه والتوثيق ) والحضور الاعلامي المكثف متجاوزة معاناة تلك الأسر النازحة واحتياجاتها ( هذا في الجانب الاجتماعي والإنساني ).
أما فيما يتعلق بالجوانب الأخرى المتمثلة في الإعداد والتحضير للمرحلة القادمة؛ فتلك قضية اخرى، مازالت تلك القيادات غير قادرة على استيعابها ، وايجاد صورة واضحة لعملهم في ذلك الجانب.
أقول كلامي هذا مع التأكيد بان القيادة السياسية المتمثلة بالمجلس السياسي الأعلى وحكومة الانقاذ ، تولي الأوضاع في المحافظات الجنوبية جل اهتمامها، وتعمل على توفير الأرضية المناسبة لبدء عملية تحرير المحافظات الجنوبية، وذلك من خلال توفير الدعم المناسب بالرغم من الإمكانيات الشحيحة بسبب العدوان والحصار الجائر على بلدنا الحبيب.
لا أريد أن أسهب أكثر فن ذلك والدخول في تفاصيل أخرى حتى لا نبتعد عن الموضوع الأساسي وهو تحرير كل شبر من أرضنا من دنس المحتل الجديد – القديم وإعادة اللحمة الوطنية من خلال التحضير للمعركة الفكرية ومعركة الوعي القادمة بعد التحرير باذن الله.
* عضو المكتب التنفيذي لملتقى التصالح والتسامح الجنوبي