الديمقراطية الأمريكية ترفع شعار أنصر أخاك ظالماً او مظلوماً..!
أبين اليوم – الأخبار الدولية
لم تظهر الديمقراطية الأمريكية دون رتوش، كما ظهرت في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، فإذا بها عنصرية متطرفة مشوهة الى ابعد الحدود، وهذا الوجه القبيح للديمقراطية الامريكية لم يكن من صناعة ترامب، بل الفضل الوحيد للرجل انه مسح عن وجه هذه الديمقرطية المساحيق الغليظة التي كانت تغطي على تشوهاتها الخلقية.
اربع سنوات لم تتمكن الديمقراطية الأمريكية من عزل رئيس مجنون رسمي وعنصري صريح، لم يمر يوم واحد من ولايته إلا وكان يطعن بكل الأعراق والديانات، وقسم شعبه الى قسمين بيض جيدين وملونين سيئين، وسن قوانين لتأكيد هذه الحالة، وكل ما قام به كان يحظى بقبول مطلق من حزبه ومن قطاعات واسعة من الشعب الامريكي ، حتى تجاوزت الأصوات التي حصل عليها في الإنتخابات التي خسرها اكثر من 75 مليون صوت.
كذب وخادع واستنجد بالروس والاوكرانيين ليفوز بدوره رئاسية ثانية، وتهرب من دفع الضرائب ، ورفض نتائج الإنتخابات، وحرض العنصريين والمتطرفين للنزول الى الشوارع، ليهاجموا الكونغرس وقتل 5 اشخاص وجرح المئات ، ولكن الديمقراطية بقيت مشلولة ولم تحرك ساكنا ، لعزل رئيس عنصري مجنون.
ذهب ترامب، ولكن لم تذهب تشوهات النظام الديمقراطي الأمريكي، ولم تعد المساحيق تنفع في التغطية عليها، فمازال العنصريون يتحركون دون خوف، اعتمادا على الثقافة العنصرية المتأصلة بالروح الامريكية، حيث يهددون منافسيهم السياسيين بالقتل، لانهم امتثلوا للقانون ورفضوا رواية العنصريين القائلة بتزوير الانتخابات.
اللافت أن الذين يهددون بقتل كل منافسي ترامب، ليسوا من الجهلة ومن الأشقياء ومن أصحاب التعليم المتدني، بل هم من صلب النظام السياسي الامريكي، ومن الحاصلين على التعليم العالي، كما هو حال النائبة الجمهورية مارجوري تيلر غرين، المعروفة بعنصريتها وتطرفها وهوسها بنظرية المؤامرة، ومن المدافعين حتى الجنون عن ترامب، ومن المحرضين على الهجوم على الكونغرس. غرين هذه دعت جهارا نهارا الى قتل رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي..!
وعندما أرادت الديمقراطية الأمريكية ان توقف هذه النائبة عند حدها، عبر تجريدها من مهامها البرلمانية، بدأ نواب جمهوريون، هجوماً مضاداً في مجلس النواب للإطاحة بالنائبة الأمريكية إلهان عمر، وهي ديمقراطية من مينيسوتا، تمثل الأقلية الأمريكية، ومن أصول صومالية. لمواقفها من الكيان الاسرائيلي!!.
هنا قد يسال سائل: ألا يجب ان يرفض الجمهوريون قبل الديمقراطيين، بوصفهم ممثلي الشعب، دعوة صريحة من نائبة متطرفة لقتل رئيسة مجلس النواب، لان النائبة تنتمي الى حزبهم؟. ألا يعني وقوفهم الى جانب هذه النائبة “المجرمة” وقوفاً إلى جانب الجريمة والمجرمين، وتشجيعهم على ممارساتهم وسلوكياتهم، انطلاقا من دوافع عنصرية؟.
ما الذي اقترفته إلهان عمر ليضعها الجمهوريون في خانة واحدة مع نائبة مجرمة؟. كل ما فعلته الهان عمر انها دعت الى إنصاف الفلسطينيين، وعدم تبني أمريكا الموقف الإسرائيلي وكأنه موقف أمريكا..؟ يبدو ان الديمقراطية الامريكية تعود جذورها إلى الجاهلية الأولى، حيث كان شعارها انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً.
المصدر: العالم